كتاب الترغيب والترهيب للمنذري - ت عمارة

كتاب الجهاد - الترغيب في الرباط في سبيل الله عز وجل - ج: 2 - ص: 243

(الغدوة) بفتح الغين المعجمة: هي المرّة الواحدة من الذهاب.

(والرّوحة) بفتح الراء: المرة الواحدة من المجيء.

٢ - وعنْ سلمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رباط يومٍ وليلة خير من صيام شهرٍ وقيامه، وإنْ مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل، وأجرى عليه رزقه، وأمن من الفُتَّان (١). رواه مسلم واللفظ له والترمذي والنسائي والطبراني، وزاد: وبعث يوم القيامة شهيداً.

٣ - وعن فضالة بن عبيدٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كلُّ ميتٍ يختم على عملهِ إلا المرابط في سبيل الله، فإنَّه يُنمَّى له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتنة القبر. رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم، وابن حبان في صحيحه.

وزاد في آخره قال: وسمعتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المجاهد من جاهد نفسه لله عزَّ وجلَّ، وهذه الزِّيادة في بعض نسخ الترمذي.

٤ - وعن أبي الدَّرداء رضي الله عنه عنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رباط شهر خيرٌ من صيام دهرٍ، ومن مات مرابطاً في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر (٢)، وغدى عليه برزقهِ (٣)، وريح من الجنَّة، ويجرْى عليه أجر المرابط (٤) حتى يبعثه الله عزَّ وجلَّ. رواه الطبراني، ورواته ثقات.

٥ - وعن العرباضِ بن سارية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلُّ عملٍ ينقطع عنْ صاحبهِ إذا مات إلا المرابط في سبيل الله،

---

(١) جمع فاتن: الذين يضلون الناس عن الحق ويفتنونهم. والمعنى المجاهد يسلم من منكر ونكير في قبره، يسلم من وساوس الشياطين وغوايتهم. والفتان بفتح الفاء: الشيطان.
(٢) سلم من أهوال وشدائد القيامة.
(٣) مده الله بزيادة وسمعة غذاء جيد، وفي المصباح: الطعام الصبي يغذوه من باب علا: إذا نجح فيه وكفاه، وغذوته باللبن أغذوه أيضاً فاغتذى به، وغذيته مبالغة فتغذي. أهـ وهذا كناية عن غاية نعيمة وإدراك رفاهيته.
(٤) المنتظر والمقيم في الجهاد.