(٢) يحييه الله تعالى حياة صحيحة ليمده بخيرات الجنة حتى يشعر بنعيمها. قال تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ١٦٩ فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ١٧٠ من سورة آل عمران. نزلت في شهداء أحد، وقيل في شهداء بدر، والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أو لكل أحد (بل أحياء) بل هو أحياء، وقرئ بالنصب على معنى بل أحسبهم أحياء (عند ربهم) ذوو زلفى منه (يرزقون) من الجنة (من فضله) وهو شرف الشهادة والفوز بالحياة الأبدية، والقرب من الله تعالى والتمتع بنعيم الجنة، و (يستبشرون) يسرون بالبشارة بإخوانهم المؤمنين الذين لم يقتلوا فيلحقوا بهم (من خلفهم) أي الذين من خلفهم زماناً أو رتبة، والمعنى أنهم يستبشرون بما تبين لهم من أمر الآخرة، وحال من تركوا من خلفهم من المؤمنين، وهو أنهم إذا ماتوا أو قتلوا كانوا أحياء حياة لا يكدرها خوف وقوع حزن وفوات محبوب. والآية تدل على أن الإنسان غير الهيكل المحسوس، بل هو جوهر مدرك بذاته لا يفنى بحزاب البدن، ولا يتوقف عليه إدراكه وتألمه والتذاذه، ويؤيد ذلك قوله تعالى في آل فرعون: (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا) الآية، وما روي ابن عباس رضي الله عنهما أنه عليه الصلاة والسلام قال (أرواح الشهداء في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها، وتأوى إلى قناديل معلقة في ظل العرش) ومن أنكر ذلك ولم ير الروح إلا ريحاً وعرضاً قال هم أحياء يوم القيامة، وإنما وصفوا به في الحال لتحققه ودنوه، أو أحياء بالذكر، أو بالإيمان. وفيه حث على الجهاد وترغيب في الشهادة، وبعث على ازدياد الطاعة، وإخماد لمن يتمنى لإخوانه مثل ما أنعم عليه، وبشرى للمؤمنين بالفلاح. أهـ بيضاوي ص ١٢١. (٣) معناه انتظار الغزو ثلاثة أيام يكتب الله ثواب ذلك جهاد سنة.