للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدد ما أكلت حسناتٍ، وكتب له عدد أرواثها (١) وأبوالها حسناتٍ، ولا تقطع طوالها فاستنَّتْ شرفاً، أو شرفين إلا كتب الله له عدد آثارها وأروثها حسناتٍ، ولا مرَّ بها صاحبها على نهرٍ فشربتْ منه ولا يريد أن يسقيها إلا كتب الله تعالى له عدد ما شربتْ حسناتٍ. رواه البخاري ومسلم واللفظ له، وهو قطعة من حديث تقديم بتمامه في منع الزكاة.

٣ - ورواه ابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال: فأمَّا الذي هي له أجرٌ: فالذي يتخذها في سبيل الله (٢)، ويعدها له لا تغيِّب في بطونها شيئاً إلا كتب له بها أجرٌ، ولوْ عرض مرجاً، أومرجينِ (٣) فرعاها صاحبها فيه كتب له بما غيَّبت في بطونها أجر ولو استنَّذت شرفاً، أو شرفين تب له بكلِّ خطوة خطاها أجر، ولوْ عرض نهراً فسقاها به كانت (٤) له بكلِّ قطرة غيبَّبت في بطونها منه أجر حتى ذكر الأجر في أوراثها وأبوالها. وأما التي هي له سترٌ: فالذي يتخذها تعففاً وتجملاً وتستراً، ولا يحبسُ حق ظهورها وبطونها في يسرها وعسرها: وأما الذي عليه وزرٌ: فالذي يتخذها أشراً وبطراً وبذخاً عليهم، الحديث.

٤ - ورواه البيهقي مختصرا بنحو لفظ ابن خزيمة، ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخيل (٥) معقود في نواصيها (٦)

الخير إلى يوم القيامة، والخيل ثلاثةٌ: خيل


(١) ثفل طعامها.
(٢) أي بنية جهاد العدو لا لقصد الزينة والترفه، والتفاخر إيمانا بالله: أي ربطه خالصاً لله تعالى وامتثالا لأمره.
(٣) أظهر لها مزرعة.
(٤) كانت. كذا د وع ص ٤٢٨، وفي ن ط: كان.
(٥) الخيل المعدة للجهاد.
(٦) ملازم لها كأه معقود فيها، ويجوز أن يشبه الخير لظهوره، وملازمته بشيء محسوس على مكان مرتفع ليكون منظوراً للناس ملازما تنظره، والعقد تخييل لأنه لازم المشبه به، والناصية تجريد، والمراد بالناصية هنا الشعر المسترسل من مقدم الرأس، وقد يكني بالناصية عن جميع ذات الفرس. قال الولي ابن العراقي ويمكن أنه أشير بذكر الناصية إلى أن الخير إنما هو في مقدمها للاقدام به على العدو دون مؤخرها لمافيه من الإشارة إلى الإدبار. أهـ شرقاوي ص ٣٠٥.
وقد فسر صلى الله عليه وسلم الخير بقوله في رواية البخاري (الأجر والمغنم).
أ - أي الثواب في الآخرة.
ب - أي الغنيمة في الدنيا. قال الشرقاوي: وفي الحديث مع مجاوزة لفظه من البلاغة والعذوبة ما لا مزيد عليه في الحسن مع الجناس الذي بين الخيل والخير. قال ابن عبد البر: وفيه تفضل الخيل على سائر الدواب لأنه عليه الصلاة والسلام لم يأت عنه في غيرها مثل هذا القول، وروي النسائي عن أنس: (لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النساء من الخيل) وروي (أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن قوله تعالى: =

<<  <  ج: ص:  >  >>