للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلاهما من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده، وقال الترمذي؛ حديث حسن.

(قال الحافظ) بل كثير بن عبد الله متروك، رواه كما تقدم، ولكن للحديث شواهد.

لا يزيغ عن السنة إلا هالك

١٧ - وعن العرباض بن سارية رضى الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لقد تركتم على مثل البيضاء (١) ليلها كنهارها لا يزيع (٢)

عنها إلا هالك. رواه أبى عاصم في كتاب بإسناد حسن.


(١) الملة السمحاء الحنيفة النقية من الضلال.
(٢) لا يميل عن الدين إلا كل من وقع في هاوية الضلال، ومأواه جهنم.
فقه الباب بين صلى الله عليه وسلم أن أصول الدين أشرقت كالشمس فلا تخفى إلا على كل جاحد ظالم نفسه لا عمل له مقبول عند الله جل وعلا، وأن بعثته صلى الله عليه وسلم رحمة وكمال، وأنه بشير المؤمنين رءوف رحيم يحبونه ويعزرونه، ويخلصون في معاونته ونصر دينه، وهو قائدهم صلى الله عليه وسلم وولي أمرهم وملاذهم، وأشار صلى الله عليه وسلم أنَّ وجود خلاف بين الطوائف الضالة، وزيغ الملحدين في كل عصر، ولا ينجو إلا المتبع سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، والسلف الصالح.
وقد ازداد غضب الله ولعنته على ستة: المتفيقه الضال الجاهل، وغير المؤمن بالقضاء والقدر، والظالم الطاغية، والعاصى الفاجر، والمستهتر بحقون آل البيت والأولياء، والملحد الزائغ ويخاف صلى الله عليه وسلم على أمته من ارتكاب الشهوات، وإرخاء العنان إلى وساوس الشيطان والوقوع في شررك غوايته كما أنه يخاف على أمته من العلماء غير العالمين المتصدرين للعلم وتعليمه ولا يفقهون حديثاً.
ويحذر من البخل وعدم فعل الخير، ويحث على الجود وترك البدع رجاء قبول الله التوبة والإنابة إليه.
وبين صلى الله عليه وسلم أفضل الأعمال الموافقة للسنة وإن قلت، وأن من حاد عن سنته فهو كافر وفاسق وليس على دين محمد صلى الله عليه وسلم، والقائد إلى السنة ومحييها يعطيه الله ثوابه وثواب من عمل بها، كذا يعاقب المبتدع وعليه إثم من عمل ببدعته.
وأنه صلى الله عليه وسلم ترك لنا هذا الدين القيوم الأبيض الناصع المصفى وذلك دين القيمة.
ثم بين خطأ المبتدعين وظنهم الفاسد وكفرهم بالله كما قال الإمام مالك رضى الله من أتى بدعة ظن أن محمداً أخطا الرسالة، من أن الله تعالى مدحه، وأنه بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وجاهد في الله حق جهاده ولأذكر الآيات. قال الله تعالى: (ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا)، وقال تعالى: (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما آراك الله (١) قال تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتى هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعلمون الصالحات أن لهم أجرا كبيراً. وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذاباً أليما (٢) وقال تعالى لحبيبه: (وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم (٣)) وقال =

<<  <  ج: ص:  >  >>