للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٢ - وعنْ عبد الرَّحمن بن جبرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اغبرَّتْ قدما عبدٍ في سبيل الله فتمسَّه النَّار. رواه البخاري واللفظ له.

ورواه النسائي والترمذي في حديث، ولفظه: من اغبرَّت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار.

١٣ - وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: لا يجتمعانِ في النار اجتماعاً يضرُّ أحدهما الآخر: مسلم قتل كافراً، ثمَّ سدّد (١) المسلم وقارب (٢)، ولا يجتمعان في جوف عبدٍ: غبار في سبيل الله ودخان جهنَّم، ولا يجتمعان في قلب عبدٍ: الإيمان (٣) والشُّحُّ (٤). رواه النسائي والحاكم، واللفظ له وهو أتم، وقال: صحيح على شرط مسلم، وقال النسائي: الإيمان والحسد، وصدر الحديث في مسلم.

١٤ - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ما منْ رجلٍ يغبرُّ (٥) وجهه في سبيل الله إلا آمنه الله دخان النار يوم القيامة، وما منْ رجلٍ تغْبرُّ قدماه في سبيل الله إلا آمن الله قدميه النَّار يوم القيامة. رواه الطبراني والبيهقي.

١٥ - وعنْ أبي الدرداء رضي الله عنه يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجمع الله عزَّ وجلَّ في جوف عبدٍ غباراً في سبيل الله، ودخان جهنم، ومن اغبرَّت قدماه في سبيل الله باعد الله منه النار يوم القيامة مسيرة ألف عامٍ للراكب المستعجل، ومنْ جرح جراحةً في سبيل الله ختم (٦) له بخاتم الشُّهداء، له نور يوم القيامة لونها مثل لونِ الزَّعفران، وريحها مثل ريح المسكِ يعرفه بها الأولون والآخرون يقولوا: فلان عليه طابع (٧) الشهداء، ومنْ قاتل


(١) مشى على سنن الشرع وتحرى السداد، وفعل الصواب.
(٢) سلك مناهج الصالحين، وحضر مجالسهم واقتدى بفعالهم، وتخلق بأخلاقهم.
وفي النهاية: (سددوا وقاربوا) أي اقتصدوا في الأمور كلها، واتركوا الغلو فيها والتقصير. يقال قارب فلان في أموره: إذا اقتصد.
(٣) التصديق بالله ورسوله وكنبه واليوم الآخر.
(٤) التقصير في حقوق الله.
(٥) يصاب وجهه بآثار تراب الحرب، والمعنى جاهد فأخلص وتحمل مشاق الدفاع.
(٦) ختم له كذا ط وع ص ٤٣٦، وفي ن د. ختم الله له.
(٧) علامة وميزة.

<<  <  ج: ص:  >  >>