للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الْأَمْوَال وإصلاحها، وَتَركنَا الْغَزْو فَمَا زَالَ أَبُو أَيُّوب شاخصا فِي سَبِيل الله حَتَّى دفن بِأَرْض الرّوم (١)

رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث غَرِيب صَحِيح

٢ - وَعَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا تبايعتم بالعينة (٢) وأخذتم أَذْنَاب الْبَقر (٣) ورضيتم بالزرع وتركتم الْجِهَاد سلط الله عَلَيْكُم ذلا (٤) لَا يَنْزعهُ حَتَّى ترجعوا إِلَى دينكُمْ

رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَغَيره من طَرِيق إِسْحَاق بن أسيد نزيل مصر


= (وأنفقوا) لا تمسكوا كل الإمساك، وفي تفسير الشيخ الصاوي رحمه الله (إلى التهلكة) أي إلى الهلاك أي إلى أسبابه، وأسباب الهلاك إمساك الأموال والأنفس عن الجهاد لأن به يقوي العدو، وتكثر المصائب في الدين، والذي لأهله كما هو مشاهد.
ومن أنفق أمواله ونفسه في سبيل الله فقد ألقى بنفسه إلى العز الدائم في الدنيا والآخرة (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) أهـ ص ٧٥ جـ ١.
حقا إن القرآن معجزة خالدة لك يا سيدي يا رسول الله فقد شفي صدورنا الآن معرفة سبب أسر المسلمين وذلهم واستعبادهم لأن أجدادهم نبذوا الجهاد في سبيل الله وتركنا (الغزو).
(١) مقيما ببلاد العجم، وفي السنة التاسعة غزا المسلمون الروم وفتحوا بعض بلادهم: (ويومئذ يفرح المؤمنون ٤ ينصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم ٥ وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون ٦ يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون) ٧ من سورة الروم.
(ويومئذ) ويوم تغلب الروم. فانظر أيها المسلم إلى صدر الإسلام لتعلم فضل الأبرار المجاهدين الذين جادوا بأنفسهم وأموالهم في سبيل نصر دين الإسلام، ولتعد نفسك مقصرا ذليلا إذا لم تفكر فيما يرقى دينك، ويخدم وطنك، ويقدم بلادك، ولم توجد أي فكرة لإعلاء دين الله وكلمته، ولم تبذل المال في ترقية شؤونه بل قصرت حياتك لجمع المال والترف والبذخ والتمتع بالشهوات، ولم تساعد في مشروعات الإسلام، فالروم أهل كتاب غلبتها فارس وليسوا أهل كتاب بل يعبدون الأوثان ففرح كفار مكة بذلك، وقالوا للمسلمين نحن نغلبكم كما غلبت فارس الروم (في أدنى الأرض) الجزيرة، وفي سنة ٧ غلبت الروم فارس ففرح المسلمون بذلك، وعلموا به يوم وقوعه يوم بدر ينزل جبريل عليه السلام.
(٢) المال الحاضر من النقد: أي إذا وجهتم هممكم للبيع والشراء، وكسب المال وجلب الخير، والمشي في الأسواق، وتركتم الغزو وأبطلتم الجهاد. وفي النهاية في حديث ابن عباس (أنه كره العينة، وهي أن يبيع من رجل سلعة بثمن معلوم إلى أجل مسمى، ثم يشتريها منه بأقل من الثمن الذي باعها به فان اشترى بحضرة طالب العينة سلعة من آخر بثمن معلوم وقبضها، ثم باعها المشترى من البائع الأول بالنقد بأقل من الثمن. فهذه أيضا عينة، وهي أهون من الأولى، وسميت عينة لحصول النقد لصاحب العينة لأن العين هوه المال الحاضر من النقد والمشتري إنما يشتريها ليبيعها بعين حاضرة تصل إليه معجلة. أهـ ص ١٤٦.
(٣) معناه اتخذتم الماشية للحرث والري، وسقي النبات وتربية نتاجها وعكفتم على الأعمال التجارية.
(٤) ذلا: أي ضعفاً وامتهانا. قال المناوي: (حتى ترجعوا) أي إلى الاهتمام بأمور دينكم، جعل ذلك بمنزلة الردة، والخروج عن الدين لمزيد الزجر والتهويل. أهـ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>