للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعلِّمك سورةً لمْ ينزل في التَّوراة (١) ولا في الإنجيل (٢) ولا في الزَّبور (٣)، ولا في الفرقان (٤)

مثلها؟ قال: نعم يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تقرأ في الصلاة؟ قال: فقرأ أمَّ القرآن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيدهِ ما أنزل الله في التَّوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزَّبور، ولا في الفرقان مثلها، وإنها سبعٌ من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، ورواه ابن خزيمة، وابن حبان في صحيحهما، والحاكم باختصار عن أبي هريرة عن أبي. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.

٣ - وعنْ أنسٍ رضي الله عنه: قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم في مسير (٥)، فنزل ونزل رجلٌ إلى جانبه، قال: فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أخبرك بأفضل القرآن؟ قال: بلى، فتلا: الحمد ربِّ العالمين. رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم.

٤ - وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ماسأل.

وفي روايةٍ: فنصفها لي ونصفها لعبدي، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين.


(١) كتاب سيدنا موسى عليه السلام.
(٢) كتاب سيدنا عيسى عليه السلام.
(٣) كتاب سيدنا داود عليه السلام.
(٤) الكتاب المنزل عليه صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون) ٢٤ من سورة الأنفال.
استجيبوا بالطاعة، والصلاة إجابة، وإجابته صلى الله عليه وسلم لا تقطع الصلاة كما في البيضاوي (لما يحييكم) من العلوم الدينية فإنها حياة القلب، والجهل موته. قال:
لا تعجبن الجهول حلته ... فذاك ميت وثوبه كفن
أو مما يورثكم الحياة الأبدية في النعيم الدائم من العقائد والأعمال، أو من الجهاد فإنه سبب بقائكم. إذ لو تركوه لغلبهم العدو وقتلهم، أو الشهادة لقوله تعالى: (بل أحياء عند ربهم يرزقون) (يحول) تمثيل لغاية قربة تعالى من العبد (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) وتنبيه على أنه مطلع على مكنونات القلوب مما عسى يغفل عنها صاحبها، أو حث على المبادرة إلى إخلاص القلوب وتصفيتها قبل أن يحول الله بينه وبين قلبه بالموت أو غيره، أو تصوير وتخييل لتملكه على العبد قلبه فيفسخ عزائمه، ويغير مقاصده، ويحول بينه وبين الكفر إن أراد سعادته، وبينه وبين الإيمان إن قضي بشقاوته (تحشرون) تنشرون فيجمعكم ليجازيكم بأعمالكم ص ٢٥٦.
(٥) في سيره، وفي ن د: مسيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>