للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنهما غمامتانِ (١) أو غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صوافَّ تحاجَّان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة، فإنَّ أخذها بركة وتركها حسرةٌ، ولا تستطيعها البطلة. قال معاوية بن سلامٍ: بلغني أنَّ البطلة السَّحرة. رواه مسلم.

(الغايتان) مثنى غياية بغين معجمة، وياءين مثناتين تحت، وهي: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه كالسحابة والغاشية ونحوهما.

(وفرقان): أي قطعتان.

٥ - وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكلِّ شيءٍ سنامٌ، وإنَّ سنام القرآن سورة البقرة، وفيها آية هي سيدة (٢) آي القرآن، رواه الترمذي، عن حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وقال: حديث غريب.

ورواه الحاكم من هذه الطريق أيضاً، ولفظه: سورة البقرة فيها آية سيِّدة آي القرآن لا تقرأ في بيتٍ وفيه شيطان إلا خرج منه: آية الكرسيِّ. وقال صحيح الإسناد.

٦ - وعنْ سهل بن سعدٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ لكلِّ شيء سناماً (٣)، وإنَّ سنام القرآن سورة البقرة من قرأها في بيته ليلاً لمْ يدخل الشَّيطان بيته ثلاث ليالٍ، ومنْ قرأها نهاراً لمْ يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيَّامٍ. رواه ابن حبان في صحيحه.

٧ - وعنْ عبد الله رضي الله عنه قال: اقرءوا سورة البقرة في بيوتكم، فإنَّ الشيطان لا يدخل بيتاً يقرأ فيه سورة البقرة. رواه الحاكم موقوفاً هكذا، وقال: صحيح على شرطهما ورواه عن زائدة عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي الأحوص عن عبد الله فرفعه.


= آل عمران، وسورة النساء، وسورة المائدة وشبهها، ولا كراهة في ذلك، وبه قال الجمهور، وكرهه بعض المتقدمين أهـ ص ٩٠ جـ ٦.
(١) الغمامة، والغياية: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه. قال العلماء: والمراد أن ثوابهما يأتي كغمامتين، أو يأتي الأجر مثل قطيع الطير وجماعته.
(٢) رئيسة جليلة: المعنى تلاوتها جمة الفائدة، مانعة للشيطان، يتجلى الله على قارئها بالحفظ والصون، وطرد اللصوص، ومنع الشر، وآيات القرآن كلها جليلة الفوائد، والنبي صلى الله عليه وسلم يرغب في قراءة آية الكرسي لما فيها من اسم الله الأعظم وصفاته السامية، وأنه الملك القادر القاهر. سبحانه وتعالى.
(٣) ارتفاعا، وفي شعر جسان:
وإن سنام المجد من آل هاشم ... بنو بيت مخزوم ووالدك العبد
أي أعلى المجد، والمعنى سورة البقرة ثوابها عظيم عند الله تعالى لقارئها، وتفضل الله أن يحصن المنزل من الشيطان إذا تليت فيه، كما قال صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار لعظيم ثوابه وجزيل أجره.

<<  <  ج: ص:  >  >>