للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خير ما يخلف الرجل من بعده ثلاث الخ

٢٦ - وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير ما يخلف (١) الرجل من بعده ثلاثٌ: ولد صالح يدعو له، وصدقة تجرى (٢) يبلغه أجرها، وعلم يعمل به (٣) من بعده. رواه ابن ماجه باسناد صحيح.

٢٧ - وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علماء هذه الأمة رجلان: رجل آتاه الله علما فبذله (٤) للناس، ولم يأخذ عليه طمعاً، ولم يشتر به ثمنا فذلك تستغفر له حيتان البحر، ودواب البر، والطير في جو السماء (٥)، ورجل آتاه الله علما فبخل به عن عباد الله، وأخذ عليه طمعا (٦)، وشرى (٧) به ثمناً فذلك يُلْجَمْ يوم القيامة بلجام من نار، وينادى منادٍ: هذا الذى آتاه الله علما فبخل به عن عباد الله، وأخذ عليه طمعا، واشترى به ثمنا، وكذلك حتى يفرغ الحساب. رواه الطبراني في الأوسط، وفي إسناده عبد الله بن خداش، وثقه ابن حبان وحده فيما أعلم.

٢٨ - وعن أبي أُمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بهذا العلم (٨) قبل أن يُقْبض، وقبضه أن يرفع، وجمع بين إصبعيه: الوسطى، والتى تلى الإبهام هكذا، ثم قال: العالم والمتعلم شريكان في الخير، ولا خير في سائر الناس رواه ابن ماجه من طريق على بن يزيد عن القاسم عنه.

(قوله: ولا خير في سائر الناس) أي في بقية الناس بعد العالم والمتعلم، وهو قريب المعنى من قوله: الدنيا ملعونة معلون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً ومتعلماً. وتقدم.

٢٩ - وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم (٩) يُهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم


(١) يترك.
(٢) يصل ثوابها إليه ويدخر عند الله.
(٣) ينشر مسائل العلم ويوضحها للقارئين ليعملوا بمقتضاها عملا صالحا يقرب إلى الله جل وعلا.
(٤) نشره.
(٥) يطلبون للعالم العامل المغفرة والرضوان.
(٦) اتصف بالشره والجشع واتخاذ العلم وسيلة لجمع المال.
(٧) من أعطاه أجرا على علمه وحرم الفقراء من تعليمه، إن جزاءه يوم القيامة أن يعذب أمام الناس بوضع لجام من نار في فمه ليكوى به ثم يمر به على الخلائق لفضيحته بكتمانه العلم في الدنيا وجمع المال من شدة شرهه وكده وتعبه للدنيا لا لله ويستمر على هذه الحالة مغضوبا عليه حتى ينتهى حساب الخلائق وبعد ذلك أمره لربه.
(٨) العلم الصحيح الذي يزيدك عملا صالحاً وفقها في الدين.
(٩) شبه صلى الله عليه وسلم العلماء بالنجوم التى تزيل غياهب الظلمات فيهتدى بضوئها كذلك العلماء ينشرون ضياء العلم على قلوب العاملين ليعملوا، ويبينوا للناس الحق من الباطل: والصحيح من الفاسد فيهتدى من أتبعهم، ويخمر من حاد عنهم، فالعلماء شموس الله المشرقة في أرضه يزيلون الجهالة والضلال، وظلمات الغواية.

<<  <  ج: ص:  >  >>