للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هودٍ، وآياً من سورة يوسف، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: يا عقبة بن عامر، إنَّك لن تقرأ سورة أحبَّ إلى الله، ولا أبلغ عنده من أن تقرأ: قلْ أعوذ برب الفلق. فإن استطعت أن لا تفوتك في الصلاة فافعلْ. ورواه الحاكم بنحو هذه. صحيح الإسناد، وليس عندهما ذكر: قلْ أعوذ بربِّ الناس.


= صحيحة على الصورة المتقدمة. فإن الاستماع حينئذ يكون عبادة يثاب عليها المستمع فحينئذ يطلب الاستماع من كل إنسان مكلف لقوله تعالى (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعكلم ترحمون) أي أقصدوا سماعه مع إنصات وعدم كلام، ولعب وشرب دخان في مجلسه. إذ أن مجلس قراءة القرآن أو سماعه هو مجلس مناجاة العبد لربه، والمخلوق لخالقه الذي له ملك السماوات والأرض، وقال في ص ٣٥: وأما الخلل الذي يقع في الراديو فيؤثر على القراءة سواء كان مصدره الاضطرابات الجوية، أو سواء أدب التالي أو سوء قصد المذيع والمستعمل للجهاز، أو جاء من ناحية المستمع، أو تسبب عنه امتهان للقرآن الكريم.
فهو منكر تجب إزالته، ويدخل حكمه تحت باب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وهما فريضتان على جماعة المسلمين: فرض كفاية إذا قام به البعض سقط الطلب عن الباقين، وإذا لم يقم به أحد أثم الجميع وارتكب كل فرد وزرا ومعصية.
تلك كلمة نقلتها من مجلة الإرشاد لسان حال أئمة المساجد والوعاظ للسنة الأولى غرة ربيع الثاني سنة ١٣٥٢ هـ العدد الثاني عشر صفحة ٢٣٠.
(سماع القرآن من الراديو كما في باب الفتاوى والأحكام)
إن الذي يسمع من الكلام بواسطة الراديو هو كلام المتكلم وصوت القارئ، وليس صدى كلمات كالذي يسمع في الجبال والصحاري وغيرها، وعلى هذا يكون المسموع من الراديو قرآنا حقيقة، فمتى كان القارئ جالسا في محل غير ممتهن، وكان في قراءته مراعيا ما تجب مراعاته، مستوفيا شروط القراءة، وليس في قراءته خلل كانت قراءته جائزة، والمسموع منه قرآنا سماعه جائز ومثاب عليه. أما إذا لم يستوف الشروط كأن جلس في محل ممتهن، أو أخل بشرط من القراءة، أو قصد من قراءته اللهو واللعب فلا تجوز: ولا يضر القارئ متى كان مستوفيا الشروط، مراعيا أحكام التجويد، وكان على الوصف الذي قدمنا أن يسمع صوته في محل لا يجوز القراءة فيه، وعلى السامع أن يستمع، وإذا وجد من يشوش نهاه عن التشويش، ومثل القراءة غيرها في أن المسموع هو نفس المتكلم. فإن كان مغنيا فحكمه حكم الغناء، وإن تكلم بما هو مباح فحكمه الإباحة، وإن تكلم بمحرم كان ذلك محرما والله أعلم. أهـ من مجلة نور الإسلام ص ٣٥٨ المجلد الرابع سنة ١٣٥٢ لفضيلة الأستاذ المرحوم الشيخ طه حبيب رحمه الله تعالى.
وفي كتاب بلغة السالك لأقرب المسالك تأليف الشيخ أحمد الصاوي على شرح سيدي أحمد الدردير نفعنا الله ببركتهما، وأعاد علينا من نفحاتهما ص ١٤٢ جـ ١ إرشاد السيد الملطي بك مدير الضرائب.
أما قراءة القرآن على الأبواب وفي الطريق قصدا لطلب الدنيا فحرام، ولا يجوز الاعطاء لفاعل ذلك لما فيه من الإعانة على المحرم. لا سيما في مواضع الأقذار. فكادت أن تكون كفروا، والرضا بها من أولى الأمر ضلال مبين. أهـ.
وإني أريد أن يحترم المسلمون كتابهم العزيز، ويقبلوا على تعاليمه ليعلموا، ويتحلوا بآدابه، ويهجر واللغو أثناء قراءته عسى الله أن يرحمنا جميعا، ويظلنا بالسكينة ويرأف ويرأف بنا ويوفقنا. وأقول كما قال القرطبي: فالحمد لله الذي جعل صدورنا أوعية كتابه، وآذاننا موارد سنن نبيه، وهممنا مصروفة إلى تعلمهما، والبحث عن عرائبهما. طالبين بذلك رضا رب العالمين، ومتدرجين به إلى علم الملة والدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>