فقال له عليه السلام:"امض بثقلك إلى المدينة"، وبعث من موضعه هذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى المشلل في سرية أمره عليها وأمره بهدم الصنم، ثم سار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل بأعلى مكة وضرب بها قبته.
قال مالك: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في عام الفتح بثمانية آلاف أو عشرة آلاف وكتم الناس وجهته تلك؛ لئلا يعلم أحد أين يريد، ودعا الله عز وجل أن يخفي ذلك عليهم.
قال يحيى بن سعيد: دخل النبي عليه السلام مكة عام الفتح في عشرة آلاف أو اثني عشر ألفا قد أكب على واسطة رحله حتى كادت تنكسر به، يريد تواضعا لله عز وجل وشكرا لربه، وقال:"الملك لله الواحد القهار".
قال مالك: وافتتح مكة في تسعة عشر يوما من شهر رمضان على ثمان سنين من الهجرة، وخيبر على ست سنين، والخندق على أربعة سنين.
قال: وفي سنة ثمان أخرج المقام من الكعبة وما كان فيه أو حوله، وعلى الصفا والمروة من الأصنام.