صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما، أما بعد:-
فإني كتبت إليك هذا الكتاب ولم آلك فيه رشدا ولا نصحا، فيها من آداب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اذكر نفسك في غمرات الموت وكربه وما هو نازل بك منه وما أنت موقوفا عليه بعد الموت من العرض والحساب والخلود، فأعد له ما يسهل به عليك ذلك.
فإنك لو رأيت أهل سخط الله عز وجل وما صاروا إليه من ألوان عذابه وشدة نقمه، وسمعت زفيرهم في النار وشهيقهم بعد كلوح وجوههم لا يسمعون ولا يبصرون، ويدعون بالويل والثبور، وأعظم من ذلك حسرة عليهم إعراض الله عز وجل عنهم بوجهه، وانقطاع رجائهم من روح الله عز وجل، وإجابته إياهم بعد