قال أبو محمد رضي الله عنه وهذا الباب منه ما حفظ عن مالك وأكثره عن غيره من أهل العلم بالمغازي والتاريخ.
قال: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين صابرا على أذى المشركين، واشتد البلاء على أصحابه حتى أذن لهم في الهجرة إلى أرض الحبشة ثم كان أول آية نزلت عليه في الجهاد قوله تعالى:{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}، ثم أنزل {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} الآية.
فلما أذن له في الحرب وبايعه الأنصار بالعقبة، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالخروج إلى المدينة مهاجرين فخرجوا متفاوتين.