بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أشكر فضيلة الدكتور بكر أبو زيد على ترحيبه بفريق جامعة أم القرى، وفي الواقع ليس منا طبيب ولذلك نجد أنفسنا في حل من أن نقول للأطباء رفقًا بالمرضى والمصابين، إنما شدنا إلى هذا الاجتماع الكريم كوننا نتعامل مع وظائف الأعضاء، وهو العلم الذي يعنى بمحور هذه القضايا التي نحن بصدد نقاشها فأقول وبالله التوفيق: إن أي رأي فقهي يجب أن يتوفر فيه عنصر الثبات، وكثير من الأمور التي طرحت في الأبحاث المقدمة التي تفضل بها الإخوة الكرام مشكورين، لا تراعي موضوع ثبات الفتوى الشرعية، التي في رأيي ينبغي أن تكون إحدى العناصر الهامة والأساسية، لأن المشكلات التي يتناولها البحث متغيرة وليست ثابتة، إذ ليس كل ما يقطع به الأطباء، أو كل ما يقطع الأطباء بعدم رجاء برئه لا يبرأ، وإذا لم يبرأ اليوم فإنه قد يبرأ غدًا، والذي يستعصي اليوم قد يصبح في الغد القريب أمرًا ميسورًا وفي متناول الطب والأطباء. والأبحاث تترى والإخوة الباحثون في هذا المجال يعرفون هذا، ولعل من أشد الحالات إلحاحًا في بيان جوانبها الفسيولوجية موضوع (المتوفى دماغيَّا والأجنة المشوهة) وهذه الأمور الآن، الأبحاث تشير إلى أنه ما كان يعتقد في السابق حتى الأمس القريب أن خلايا الدماغ - الخلايا العصبية - إذا تلفت لا تسترد ولا يمكن الاستعاضة عنها، الآن بالإمكان زرع - ولو في مستوى التجارب الحيوانية في المعمل - خلايا دماغية من أجنة الحيوانات غير البالغة - أقول الخلايا الدماغية غير الناضجة - إلى أدمغة الحيوانات التي أحدث فيها التلف مخبريًّا في المعمل وبالتالي نمت الخلايا وازدهرت والآن هذا الموضوع أصبح لا يشكل مفاجأة بالنسبة للمتعاملين مع هذه الأمور في هذا الخصوص، فتعرفون أيها الإخوة الكرام أن من مقاصد الشريعة أنها ترمي إلى إنقاذ النفس البشرية في كل مراحلها وتحت أي ظرف من الظروف وهذا يشكل جزءًا من القسم الذي يؤديه الطبيب عند تخرجه.