فهذا الذي طرح من حيث وجود ظروف معينة أو حالات مرضية معينة، يبحث الآن عن رآي فقهي للتوقف عن علاجها أو بذل الجهد في إنقاذها أو استنقاذها، هذا يتنافى مع هذه المقاصد ولا شك، وأميل إلى رأي الإخوة الأفاضل الذين تحدثوا قبلي بأن هذا لا ينبغي أن لا يعطى إلا القدر الذي نوليه إياه من حيث كونه يتعارض مع هذه المقاصد، خصوصًا وأن الأسباب التي أثيرت حول هذا الموضوع في جلها هي نسبية، مثلًا الشخص المتوفى دماغيًّا يقال أننا نتركه ليتوفى لتخفيف معاناته، والمعاناة نسبية، معاناته أو معاناة أهله، هي نسبية ما أراه أنا مجهدًا بالنسبة لي يراه الآخر غير مجهد، وقد يتحمله بصدر رحب، كأن يقال مثلًا توفير أجهزة غسيل الكلى لمرضى آخرين، هذه أيضًا أمور نسبية وما قد أجده مكلفًا الآن أنا يجده غيري غير مكلف أو في المستقبل القريب ويصبح في المتناول وبأيسر السبل وبأزهد الأثمان.
النقطة التي كنت أتطلع إلى إدخالها ضمن هذا النقاش وهي في الحقيقة تعتبر من النقاط التي يقف عندها الكثير، وهي موضوع (تطعيم الأطفال) إذ أنها جزء كبير من هذا النقاش الذي نحن بصدده، بل ربما تكون من أشد الأمور إلحاحًا وتضع الوالدين أمام حيرة إذ أن بعض التطعيمات التي تعطى للأطفال قد يترتب عليها بعض الحالات المرضية، والرأي غير وارد أن نقول: إنه رأي الشخص المعني هو وهو الطفل، إذ إنه في أغلب الأحوال يكون دون الستة شهور من العمر، إذ لا يملك أن يعطي رأيًا فضلًا عن أن يقطع بإعطائه تطعيمًا أو لا، حتى وإن كان بعضهم ما فوق السنتين أو الثلاث يظل الوالد أو الوالدة أو الوالدان معًا هما اللذان يقرران هل يعطى الطفل أو لا يعطى؟ ونحن نعرف جميعًا أن هناك بعضًا من ولاة الأطفال أو الوالدين أو الوالد في الغالب من يقرر ألا يعطي طفله التطعيم، إما إمعانًا في التوكل وقد أفاد الإخوة الكرام في هذا الصدد وأظهروا فيه ما يغني ويشفي، ولا أستطيع أن أدلي بدلوي في ذلك، إنما القول بأن بعض التطعيمات لها تأثير على الدماغ، وأضرب بذلك مثلًا (السعال الديكي) لا يزال هناك تساؤل حول إمكانية إحداث هذا التطعيم لهذا النوع من المرض تلف معين في الدماغ، صحيح أن النسبة متدنية لكنها لا تزال موجودة. من الذي يملك القرار في هذا؟ هو أحد الوالدين. فإذن المسألة جديرة بأن تؤخذ في الاعتبار وأن ينظر إليها وتوضع تحت الضوء للنقاش. وشكرًا لكم.