للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم عقدنا فصلا عن العلم الفقهي القطري وهو خصيصة من خصائص المذهب المالكي في الغرب الإسلامي: (شمال إفريقيا والأندلس) وقد عرفناه بأنه ترجيح قول ضعيف لمصلحة أو ضرورة من أهل الترجيح علمًا وعملًا، ومن جملة ما أضفنا من المسائل والأقوال التي اشتملت على قيد أو شرط يمكن أن نعتبر أن إجراء العمل والعدول عن الراجح والمشهور في المذهب لسبب اقتضى ذلك من مصلحة أو ضرورة أو حاجة في زمان معين ومكان معين من أهل العلم الذين يحق لهم الاختيار والترجيح والتخريج على أقوال الإمام وقواعد المذهب، وقد يكون العدول عن الراجح والمشهور لآرجحيته من حيث الدليل الأصلي، فهو وبهذا المعنى اجتهاد من المرجح، وقد مثلنا لذلك بمسألة الخلطة، ولم يسبق لأحد ممن كتب عن العمل أن اهتدى إلى هذا الملحظ، كما أبنا شروط إجراء العمل الثلاثة أو الخمسة وناقشنا بعضها لنصل إلى أن القول الضعيف قد يكون مرجعا للفتوى، وأن منعه إنما هو سد للذريعة وهو أمر لا يختص بالمالكية بل نجده عند الأحناف في المفتى به، وعند الشافعية ولو بغير ضرورة.

وفي الفصل الثالث صورنا كيفية الاستفادة من النوازل والفتاوى في التطبيقات المعارة في ثلاث سبل هي: أولا: الاستفادة من ضبط المنهج بعد استقراء نماذج الفتاوى التي ينبغي أن يحتذى بها على قدر اقتدار المفتي وملكته في الاستنباط إذا كان متمكنا متبحرا، أو عالما متبصرا، أو مقلدا مضطرا، وعلى الراجح والمشهور مقتصرا.

فمثال الشيخ تقي الدين ابن تيمية للأول، وابن رشد للثاني، وكثير من الفقهاء الآخرين والمتأخرين للثالث، وفي كل خير وفي اتباع كل بحسب الوسع والسعة منجاة، إن شاء الله، إذا استرشدنا بنصائحهم، وقد ذكرنا بعض هذه النصائح وعلونا على درء المفاسد وجلب المصالح.

أما الطرف الثاني فهو استخراج القواعد والأسس والضوابط التي راجت في سوق الفتاوى فكانت خير بضاعة وزاد لاجتياب مفاوز النوازل ومتاهات الفتاوى.

وفي الطريق الثالث ذكرنا أمثلة من الفروع التي يصلح عليها التخريج لبعض القضايا المعاصرة دون الخوض في التفاصيل اكتفاءً بالتنبيه والإشارة دون توضيح العبارة، فلسنا في وارد إصدار الفتوى ولكننا في مورد التنبيه والفحوى.

ولعل فيما ذكرنا سداد من عوز.

ونستغفره سبحانه وتعالى مما كتبت أقلامنا وأنتجته أفهامنا.

هذا ما تيسر لي الآن والبحوث بين أيديكم، ولعلنا نزيد الأمر إيضاحا عندما نتحدث عنه، وأعتذر لإخواني، فهذا جهد المقل الوقت كما ترون دليل قوي إذا لم أكن عرضت بحوثكم وشاهد النقل لا يصلح مع وجود الأصل وأنتم هنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>