للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن جميع المسلمين الذين يرجعون في ديانتهم إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة؛ هم من أهل السنة من أي فرقة كانوا، ولأي مذهب اتبعوا، فقد آن الأوان أن تطلق كلمة أهل السنة على أهل الصلاح من كل فرقة، وكلمة السني على كل فرد متمسك بالإسلام محافظ عليه حسب الأصول التي يرتكز عليها المذهب الذي ينتمي إليه، وأن تطلق كلمة المبتدعة أو أهل الأهواء على كل مجموعة من الناس غير ملتزمة بالإسلام سلوكًا، وكلمة المبتدع أو صاحب البدعة على كل متهاون بأحكام الإسلام حسب المذهب الذي ينتمي إليه.

إن أهل السنة هم الأتقياء الصالحون من أي مذهب كانوا، والمبتدعة وأهل الأهواء هم الفسقة الفجرة، ولو لبسوا جبة جابر وطيلسان مالك وعمامة أحمد واتخذوا لأنفسهم سمت زيد وجعفر.

لقد آن للمؤسسات العلمية والإسلامية أن تغير مناهجها، وآن لمن يهتم بالإسلام والمسلمين في هذا العصر أن ينظر نظرة أخرى يمليها واقع الحياة للأمة الإسلامية ضمن الإطار العام لمبادئ الإسلام.

والجدل الذي بين المسلمين في اللوازم وليس في أصول العقائد، ذلك لأن المسلمين جميعًا باختلاف مذاهبهم متفقون فيما يلي:

أ - أن الله تبارك وتعالى متصف بجميع صفات الكمال، متنزه عن جميع صفات النقص، لا يشبه شيئًا من خلقه، ولا يشبهه شيء من خلقه.

ب - أن الله تبارك وتعالى عادل في ملكه، لا يجور ولا يظلم الناس شيئًا.

جـ - أن الله تبارك وتعالى أعد الجنة لمن أطاعه، وأعد النار لمن عصاه (١) .


(١) علي يحي معمر، الأباضية بين الفرق الإسلامية: ٢/١٤٧ - ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>