للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبجانب هذا كلّه متفقون على أركان الإيمان وأركان الإسلام، إلا أن أصحاب المذاهب إذا ناقشوا التفاصيل اشتد النزاع فيما بينهم، واحتدم الصراع، وأصبح يلزم بعضهم بعضًا، مع أن تلك الفروع في العقيدة الإسلامية جاءت لرد شبه أُثيرت على الإسلام، وكل مدرسة من المدارس الإسلامية ردت على تلك الشبهات بطريقة معينة، والكل هدفهم التوحيد والتنزيه، ولو أنهم تحاوروا بالتي هي أحسن، لعرف كل واحد منهم ما عند الآخر، ولعذر بعضهم بعضًا متى ما أرادوا الإصلاح والاتفاق والوحدة.

واتحاد هذه الأمة مرهون بإخلاص علمائها لهذا الهدف الأسمى، وذلك يكون بترك الألقاب المذهبية، والتسمي باسم الإسلام، ونذكر سؤالًا وجوابًا (استبيانًا) ، صدر إلى الشيخ السالمي (١) من حضرة الباشا سليمان بن عبد الله الباروني (٢) لما كان بمجلس الأعيان في الدولة العثمانية وهذا نصه:

(المرجو من حضرتكم أيها الأستاذ الذي سنعتمد على أقواله وأقوال أمثاله؛ ممن تمسك بالمذهب المحترم، إمعان المقالة المحررة تحت عنوان الجامعة الإسلامية في جريدة الأسد الإسلامي الآتية إليكم مع هذا.

ثم بعد إطلاق الفكر بحثًا وراء عين الحقيقة، نطلب إبداء ما اقتضاه نظركم السامي عن جواب عن الأسئلة الآتية بإيجاز غير مخل بالمراد، خدمة للجامعة والدين، ولحضرتكم الثواب والشكر، ويكون الإمضاء هكذا: حرره فلان، البالغ من العمر كذا سنة، في البلدة الفولانية، شهر كذا، سنة كذا.


(١) هو الشيخ العلامة نور الدين عبد الله بن حميد السالمي، ولد في مدينة الرستاق بعمان، سنة ١٢٨٤هـ، وتوفي رحمه الله، سنة ١٣٣٢هـ، كان ضريرًا يحتاج إلى قائد يهديه السبيل، فأصبح يهدي الشعب السبيل بعلمه وورعه وتقواه، وهو الذي نصَّب الإمام سالم بن راشد الخروضي إمامًا للمسلمين في عمان. السالمي، محمد بن عبد الله، نهضة الأعيان، ص١١٠ - ١١٣، دار الكتاب العربي، القاهرة.
(٢) هو أحد المجاهدين الليبيين ضد الاستعمار الإيطالي، وأحد العلماء البارزين في القطر الليبي آنذاك.

<<  <  ج: ص:  >  >>