للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من هذا المنطلق تتجلى عظمة الإسلام الذي وضع منهاجًا يتساوى في أحكامه كل أبناء البشرية الذين دعاهم إلى الدين الذي لا يقبل منهم سواه، وعندما تنشرح قلوبهم لهدايته، وتنطلق ألسنتهم بترتيل أحكامه، فإنهم يصبحون كأسنان المشط، لا فضل لأحد منهم على أحد، لا في لون، ولا في جنس، ولا في مكانة إلا بقدر تقواه، أما الحقوق المدنية والسياسية كإصدار بعض الأحكام، والتمتع بكافة الحقوق والحريات وعدم التمييز الجنسي، أو العرقي، أو الاقتصادي، أو الفكري، ونبذ الكراهية بين البشر، مهما كانت معتقداتهم وسلالاتهم، فهذه أساسيات متع الإسلام كل أفراد البشرية بضرورة تساويهم في مكاسبها، وفي هذا الصدد لابد من التنبيه إلى شيئين هما:

١ - أن الإسلام أتى ثورة على الفساد والظلم والقسوة باعتبارها كانت مكتسبات تباح ممارستها لمن مكنته قوته وغلبته من تعاطيها في غياب أي وازع يحول بينه مع التسلط ليطبقها، وبارتباط رسالة الإسلام الغراء بصيرورة الزمن، فإن استمرار تلك الثورة يبقى يقتلع تلك الرواسب الفاسدة من مجرى حياة أية أمة شرح الله صدورها للإسلام، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

٢ - المستجدات التي يصل إليها استخدام العقل البشري، من خلال تطور البحث العلمي كلما لم يتعارض منها مع نص من نصوص الشريعة، يعتبره الإسلام داخلًا في تكريم الله لعباده، إذا لم يكرس لمضرتهم الدينية أو الدنيوية.

<<  <  ج: ص:  >  >>