إذا ما استحين الماء يعرض نفسه ... كرعن بسبت في إيناء من الورد وإنما عدل عن الترك لما فيه من التمثيل والمبالغة. والحياء انقباض النفس عن القبيح مخافة الذم: وهو الوسط بين القباحة والوقاحة، والجراءة في الشر وعدم المبالاة، وبين الخجل الذي هو انحصار النفس عن الفعل مطلقاً، وهذا المعنى مستحيل على الله جل وعلا. (٢) فقر وحاجة: أي طلب من أحد إزالتها، ولم يلجأ إلى ربه وحده، وأما من طلب من الله أن يزيد رزقه، أو يفرج كربه أجاب دعاءه، ويدل عسره يسرا وهمه فرجا. (٣) معناه التضرع إلى الله يدعو إلى رحمته سبحانه فيخفف في قضائه فتقل المصائب ويزول الألم. فإذا دعا الله داع، وقدر الله جل وعلا مثلا أن ينزل صاعقة على جهة كذا فتنزل الصاعقة كما هو مقدر سبحانه، ولكن يفتتها ويخفف وقعها، وتكون يردا وسلاما على أصحابها، أو يقدر مرضاً مثلا فتأتي دورة المرض خفيفة، وتقل وطأته فيمر دور النقاهة سهلا. اللهم الطف بنا في قضائك وقدرك لطفا يليق بكرمك يا أرحم الراحمين. (٤) فعل الخير وتشييد الصالحات والصدقة وصلة الرحم، تبارك في العمر وتنميه وتجلب الصحة والسعادة للبار المحسن. (٥) معناه أن الآثام تضيق الرزق وتنزع البركة منه، والله تعالى يحرم العاصي من رضاه وخيراته وقديماً قالوا: إن المعاصي تزيل النعم. قال تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم) وشكر النعم طاعة الله، والاقبال على العمل بالكتاب والسنة.