للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم وأضياف الله - إذا مات ابن آدم الخ

٥ - وروى عن ابن عباس قال: قال النبى صلى الله عليه وسلم. اللهم ارحم خلفائي. قلنا يا رسول الله ومن خلفاؤك؟ قال الذين يأتون من بعدى يروون أحاديثي ويعلمونها الناس. رواه الطبراني في الأوسط.

٦ - وعن أبي الرُّدين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من قوم يجتمعون على كتاب الله يتعاطونه بينهم إلا كانوا أضيافا لله (١) وإلا حفتهم (٢) الملائكة حتى يقوموا، أو يخوضوا (٣) في حديث غيره، وما من عالم يخرج في طلب علم (٤) مخافة أن يموت، أو انتساخه مخافة أن يُدرس (٥) إلا كان كالغازى الرائح في سبيل الله، ومن يُبطئ به (٦) عمله لم يُسرع به نسبه. رواه الطبراني في الكبير من رواية إسماعيل بن عياش.

٧ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له. رواه مسلم وغيره، وتقدم هو وما ينتظم في سلكه، ويأتى له نظائر في نشر العلم وغيره إن شاء الله تعالى.

(قال الحافظ) وناسخ العلم النافع له أجره وأجر من قرأه أو نسخه أو عمل به من بعده ما بقي خطه والعمل به، لهذا الحديث وأمثاله، وناسخ غير النافع مما يوجب الاثم عليه وزره ووزر من قرأه، أو نسخه، أو عمل به من بعده ما بقي خطه، والعمل به لما تقدم من الأحاديث: من سنّ سنة حسنة أو سيئة، والله أعلم.

٨ - وروى عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى (٧)


(١) طالبين رحمته، منتظرين إكرامه، وهو تعالى كريم (من أوى إلى الله أواه).
(٢) أحاطت بهم ملائكة الرحمة يدعون لهم ويستغفرون لهم.
(٣) يتحدثوا.
(٤) يبحث عن فقه مسألة خشية أن يفنى أثرها.
(٥) ينقل مسائل العلم ليحفظها خشية أن تمحى، ويعطى الله أجر هذا الطالب كالمجاهد لنصر دين الله الغازي.
(٦) يقال من بطأ به وأبطأ به بمعنى: أي من أخره عمله السئ، وتفريطه في العمل الصالح في الدنيا لم ينفعه في الآخرة شرف النسب. يريد النبى صلى الله عليه وسلم أن يجعل ميزان القبول، والإكرام في الآخرة العمل الصالح الذي دعا إليه الدين، وأمر به الشرع، ويقلل من غرور الذين اعتمدوا على جاههم، وزهوا بنسبهم، وقصروا في حقوق، فباءوا بالخزي والخسران.
(٧) أثناء كتابة اسمه، أو صفة من صفاته كتب صلى الله عليه وسلم أو عليه الصلاة والسلام، أو أي صيغة تعظيم كافأه الله بزيادة الأجر وتستمر ملائكة الرحمة تطلب من الله المغفرة مد وجود هذه الصلاة - وفيه إكثار المسلمين من تعظيم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا مر عليهم اسمه صلى الله عليه وسلم =

<<  <  ج: ص:  >  >>