رابعاً: في البخاري: حدثنا آدم حدثنا شعبة، حدثنا الحكم قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى: قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج علينا فقلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسفم عليك فكيف نصلي عليك؟ قالوا قولوا: اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. خامساً: وفي رواية أبي سعيد الخدري قال: قلنا يا رسول الله هذا السلام عليك فكيف نصلي؟ قال قولوا: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، وآل محمد: ذريته وأتباعه في الدين. قال الحليمي: سبب هذا التشبيه أن الملائكة قالت في بيت إبراهيم: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد، وقد علم أن محمد وآل محمد من أهل بيت إبراهيم. فكأنه قال أجب دعاء الملائكة الذين قالوا ذلك في محمد وآل محمد كما أجبتها عندما قالوها في آل إبراهيم الموجودين حينئذ، ولذلك ختم بما ختمت به الآية، وهو قوله: إنك حميد مجيد، وقال ابن القيم أحسن منه أن يقال: هو صلى الله عليه وسلم من آل إبراهيم، وقد ثبت ذلك عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) قال محمد من آل إبراهيم. فكأنه أمرنا أن نصلي على محمد وعلى آل محمد خصوصا بقدر ما صلينا عليه مع إبراهيم وآل إبراهيم عموما فيحصل لآله ما يليق بهم، ويبقى الباقي كله له، وذلك القدر أزيد مما لغيره من آل إبراهيم قطعا، ويظهر حينئذ فائدة التشبيه، وأن المطلوب له بهذا اللفظ أفضل من المطلوب بغيره من الألفاظ. ولسيدي مجد الدين الشيرازي عن بعض أهل الكشف: أي اجعل من أتباعه من يبلغ النهاية في أمر الدين كالعلماء بشرعه بتقريرهم أمر الشريعة كما صليت على إبراهيم بأن جعلت في أتباعه أنبياء يقررون الشريعة، والمراد بقوله، وعلى آل محمد اجعل من أتباعه ناسا محدثين بالفتح يخبرون بالمغيبات كما صليت على آل إبراهيم بأن جعلت فيهم أنبياء يخبرون بالمغيبات، والمطلوب حصول صفات الأنبياء لآل محمد وهم أتباعه في الدين كما كانت حاصلة بسؤال إبراهيم أهـ ص ١٢٧. (وللإمام البوصيري نفعنا الله بحبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم) أبان مولده عن طيب عنصره ... يا طيب مبتدأ منه ومختتم جاءت لدعوته الأشجار ساجدة ... تمشي إليه على ساق بلا قدم ما سامني الدهر ضيما واستجرت به ... إلا ونلت جواراً منه لم يضم =