(٢) أي لا يكن رضا أحد بعمل ما يغضب الله جل وعلا. فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. (٣) ولا تشكرن أحدا تعتقد أنه ساق إليك نعمة فالحمد لله المتفضل المتكرم، المعطي الوهاب. قال تعالى: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) أي اعتقد أيها المسلم أن الذي أعطاك الخير هو الله وحده. فلا تقصر حمدك على مخلوق مثلك لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا. بل أحمد الله على ما وهب ووفق. (٤) ينهي صلى الله عليه وسلم المسلم الذي يسخط ويذم إنسانا سعى إلى عمل له فلم يوفق، والمعنى الأعمال بيد الله تعالى يتمها ويقضيها، فلا تضجر أيها المؤمن، ولا تخصب ولا تسب، وسلم أمرك لله، فرزق الله لا يجلبه حريص نبيه، ولا يمنعه أحد مهما أعطى من القوة، وقد تفضل المولى فأعقب الخير واليسر لمن يرضي ويقنع وحول الهم والغم لمن يبطر وييأس. (٥) يريد النبي صلى الله عليه وسلم غرس القناعة، والتسليم لله مع الحذر، فإن الحرص المشوب بالمعاصي أضر على مال الإنسان من إرسال ذئبين جائعين على ماشيته التي أخرج زكاتها، وأدى حقوق الله فيها: أي لا يفسد ذئبان جائعان اشية محصنة بالزكاة، وإن الذي يفسد المال البخل والشح في إخراج حقوق الله فيه. قال صلى الله عليه وسلم: (حصنوا أموالكم بالزكاة) وفي الجامع الصغير: ما بمعنى ليس بأفسد خبر ما والباء زائدة أي أشد فساد للغنم (من حرص المال) هو المفضل عليه لاسم التفضيل، والمراد بالشرف الجاه كأنه قيل بأفسد لأي شيء؟ قيل لدينه، والقصد أن الحرص على المال والشرف أكثر فسادا للدين من إفساد الذئبين للغنم أهـ. وعلى هامشه للشيخ الحنفي، أي ما الذئبان الجائعان بأشد إفسادا للغنم من إفساد المرء المذكور لدينه. فإن الحرص على المال والجاه يوقعان في البخل والبطر والكبر المفسدات لصاحبها أهص ٢٤٨ جـ ٣. وفيه الحث على الزكاة وحب الخير، والعمل بالشرع وترك الكبرياء، وحب الصيت الكاذب، والجاه الذي يشيد على أضداد الأخلاق الكاملة.