للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يحلُّ لي ويحرم عليَّ؟ قال: البرُّ ما سكنت (١) إليه النفس واطمأن (٢) إليه القلب والاثم مالمْ تسكنْ إليه النفس، ولمْ يطمئنَّ إليه القلب، وإن أفتاك المفتون (٣). رواه أحمد بإسناد جيد.

٥ - وعن أنسٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد تمرةً في الطريق فقال: لولا أنِّي أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها (٤). رواه البخاري ومسلم.

٦ - وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك (٥) إلى مالا يريبك (٦) رواه الترمذي والنسائي، وابن حبان في صحيحه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

ورواه الطبراني بنحوه من حديث واثلة بن الأسقع، وزاد فيه: قيل فمن الورع (٧)؟ قال: الذي يقف عند الشبهة.

٧ - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان لأبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه غلامٌ يخرج له الخراج، وكان أبو بكرٍ يأكل من خراجه، فجاء يوماً بشيء فأكل منه أبو بكرٍ، فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهنَّتُ (٨) لإنسان في الجاهلية، وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته، فلقيني فأعطاني


(١) ارتاحت إليه.
(٢) مال، وقد بين ذلك كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فعليك أخي بالعكوف على العلم وتعليمه وجني ثماره ليبين لك طريق الحق الذي تزكن إليه وتهدأ.
(٣) المغرورون والكذابون غير العاملين البعيدون عن العلم العملي.
(٤) ترك صلى الله عليه وسلم الثمرة اتقاء للشبهة، وخشى صلى الله عليه وسلم أن تكون من الصدقة، ومال الصدقة عليه حرام.
(٥) بفتح الياء وضمها: أي اترك ما تشك في كونه حسنا أوقبيحا أو حلالا أو حراما.
(٦) إلى مالا تشك فيه يعني ما تتيقن حسنه أهـ. عزيزي.
والمعنى اجتنب أيها المسلم كل شيء يوقعك في معصية والجأ إلى الحق وتحصن بالشرع، واعمل بالدين فالصدق طمأنينة: أي يطمئن القلب إلى الكامل الصحيح السليم ويسكن، وكل أمر مطابق للحق يدعو إلى هدوء البال وطمأنينة الضمير، وراحة البال.
(٧) سؤال عن الزاهد المتبع الحق، والجواب: هو الذي بعد عن كل شبهة.
(٨) فعلت فعل الكهان من معرفة الطالع، والكاهن الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان، ويدعى معرفة الأسرار، وقد كان في العرب كهنة كشق، وسطيح، ومن يزعم أن له تابعا من الجن وراثيا يلقى إليه الأخبار، والعراف الذي يدعي أنه يعرف الشيء المسروق ومكان الضالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>