للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لذلك هذا الذي أكلت منه، فأدخل أبو بكرٍ يده فقاء (١) كل شيء في بطنهِ رواه البخاري.

(الخراج): شيء يرفضه المالك على عبده يؤديه إليه كل يوم مما يكتسبه، وباقي كسبه يأخذه لنفسه.

٨ - وعن عطيَّة بن عروة السعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين (٢) حتى يدع مالا بأس (٣) به حذراً لما به بأسٌ. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن، وابن ماجه. والحاكم وقال: صحيح الإسناد.

٩ - وعنْ أبي أمامة رضي الله عنه قال: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم ما الإثم؟ قال: إذا حاك (٤)

في نفسك شيء فدعه. قال فما الإيمان؟ قال:


(١) أخرج ما دخل في بطنه لأن فيه شبهة، ويريد رضي الله عنه أن يأكل حلالا ليقبل الله عمله ويرضى عنه.
(٢) الذين يخافون الله. قال تعالى (اتقوا الله حق تقاته) وحقيقة التقوى أن يقي نفسه تعاطي ما تستحق به العقوبة من فعل أو ترك. وتأتي في القرآن على معان (وألزمهم كلمة التقوى) أي التوحيد والتوبة (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا) أي تابوا (أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون) ٢ من سورة النحل: أي خافون (وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله) أي ولا تعصوه (فإنها من تقوى القلوب) ٣٢ من سورة الحج: أي إخلاصها، والمتقى اسم فاعل من وقاه الله فاتقي، والتقوى والتقى واحد أهـ عيني.
(٣) حرمة أو كراهة غير ظاهر حكمها خشية أن تكون محظورة ممنوعة، وليس لها حكم ظاهر في الشرع يقاس عليه.
(٤) قال النووي: حاك إذا وقع في قلبك شيء لا ينشرح لا صدرك وخفت الذنب فيه، وقال التيمي: حاك في الصدر ثبت، فالذي يبلغ حقيقة التقوى تكون نفسه متيقنة للإيمان سالمة من الشكوك، وقال الكرماني: حقيقة التقوى: الإيمان لأن المراد من التقوى وقاية النفس عن الشرك، وقال الجوهري: حاك السيف، وأحاك بمعنى يقال ضربه فما حاك فيه السيف إذا لم يعمل فيه، فالحيك أخذ القول في القلب أهـ ص ١١٦ جـ ١ عيني.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى مائة خلق من أتى بخلق منها دخل الجنة) قال لنا أحمد: سئل إسحاق ما معنى الأخلاق؟ قال: يكون في الإنسان حياء، يكون فيه رحمة، يكون فيه سخاء، يكون فيه تسامح هذا من أخلاق الله عز وجل إن الذي يستحي أن يواجه بالحق فيترك أمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر فلا يعد هذا حياء لقوله: (صلى الله عليه وسلم (الحياء خير كله، والحياء لا يأتي إلا بخير) بل هذا عجز، ومهانة وضعة، وأولى الحياء الحياء من الله تعالى، وهو أن لا يراك الله حيث نهاك، وذاك إنما يكون عن معرفة ومراقبة، وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك). وقال الجنيد: رؤية الآلاء: أي النعم ورؤية التقصير يتولد بينهما حالة تسمى الحياء.
قال صلى الله عليه وسلم (المؤمن الذي يعمل حسنة فتسره ويرجو ثوابها، وإن عمل سيئة تسوءه، ويخاف عاقبتها) وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي: (إن للإيمان فرائض وشرائع وحدودا وسننا فمن استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان، فإن أعش فسأبينها لكم، وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص أهـ بخاري. (فرائض) أعمال فريضة (شرائع) عقائد دينية (حدودا) =

<<  <  ج: ص:  >  >>