فتجد الذي يصدق بالسحر لا يدخل الجنة لأنه اعتقد بحقيقة أشياء ثابتة، ولقد علم فرعون أن السحر خيالات وأوهام كما حكى الله عنه في كتابه العزيز، قال تعالى: "قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعداً لا نخلفه نحن ولا أنت مكاناً سوى قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذباً فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى" (٥٧ - ٦١ من سورة طه) .. إلى قوله تعالى: "قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى فألقي السحرة سجداً قالوا آمنا برب هارون وموسى" (٦٦ - ٧٠ من سورة طه). وشاهدنا قول البيضاوي: (من أرضنا بسحرك) أرض مصر، وهذا تعلل وتحير ودليل على أنه علم كونه محقاً حتى خاف منه على ملكه. فإن الساحر لا يقدر أن يخرج ملكاً مثله من أرضه (يوم الزينة): يوم عاشوراء أو يوم النيروز أو يوم عيد، وإنما عينه ليظهر الحق ويزهق الباطل على رءوس الأشهاد، ويشيع ذلك في الأقطار (تلقف): تبتلعه بقدرة الله تعالى، وتحقق عند السحرة أنه ليس بسحر بل آية ومعجزة من اله تعالى. لينصر نبيه ويؤيده ببراهين قدرته. (١) مواظب، من أدمنه: لازمه. (٢) شدة نتن وقذارة. (٣) مصدق بأحقية أنه مؤثر. (٤) العاصي.