للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مات مُدمن (١) الخمر سقاه الله جل وعلا من نهر الْغُوطَةِ قيل: وما نهر الغوطة؟ قال: نهرٌ يجري من فُرُوجِ المومسات يُؤذي أهل النار ريحُ (٢) فُروجهم" رواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه والحاكم، وصححه في رواية لابن حبان: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة مُدمن خمرٍ، ولا مؤمنٌ بسحرٍ (٣) ولا قاطعُ رحمٍ" [المومسات]: هنَّ الزانيات.

١٦ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أربعٌ حقٌ على الله أن لا يُدخلهمُ الجنة، ولا يُذيقَهُمْ نعيمها: مُدمنُ الخمرِ، وآكلُ الربا، وآكل مال اليتيم بغير حقٍ، والعاقُ (٤) لوالديه" رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد.


= لخفة يده وما يفعله النمام بقول مزخرف عائق للأسماع، وعلى ذلك قوله تعالى: "سحروا أعين الناس واسترهبوهم" من الأعراف، وقال: "يخيل إليه من سحرهم" وبهذا النظر سموا موسى عليه السلام ساحراً. فقالوا: "يا أيها الساحر ادع لنا ربك" والثاني استجلاب معاونة الشيطان بضرب من التقرب إليه كقوله تعالى: "هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم" (٢٢١ - ٢٢٢ من سورة الشعراء). وعلى ذلك قوله تعالى: "ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر" من سورة البقرة، والثالث ما يذهب إليه الأغنام وهو اسم الفعل، يزعمون أنه من قوته يغير الصور والطبائع فيجعل الإنسان حماراً ولا حقيقة لذلك عند المحصلين. أهـ غريب القرآن في مادة سحر.
فتجد الذي يصدق بالسحر لا يدخل الجنة لأنه اعتقد بحقيقة أشياء ثابتة، ولقد علم فرعون أن السحر خيالات وأوهام كما حكى الله عنه في كتابه العزيز، قال تعالى: "قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعداً لا نخلفه نحن ولا أنت مكاناً سوى قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذباً فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى" (٥٧ - ٦١ من سورة طه) .. إلى قوله تعالى: "قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى فألقي السحرة سجداً قالوا آمنا برب هارون وموسى" (٦٦ - ٧٠ من سورة طه).
وشاهدنا قول البيضاوي: (من أرضنا بسحرك) أرض مصر، وهذا تعلل وتحير ودليل على أنه علم كونه محقاً حتى خاف منه على ملكه. فإن الساحر لا يقدر أن يخرج ملكاً مثله من أرضه (يوم الزينة): يوم عاشوراء أو يوم النيروز أو يوم عيد، وإنما عينه ليظهر الحق ويزهق الباطل على رءوس الأشهاد، ويشيع ذلك في الأقطار (تلقف): تبتلعه بقدرة الله تعالى، وتحقق عند السحرة أنه ليس بسحر بل آية ومعجزة من اله تعالى. لينصر نبيه ويؤيده ببراهين قدرته.
(١) مواظب، من أدمنه: لازمه.
(٢) شدة نتن وقذارة.
(٣) مصدق بأحقية أنه مؤثر.
(٤) العاصي.

<<  <  ج: ص:  >  >>