للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتقدم أيضاً حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله من ذبح (١) لغير الله، ولعن الله من غَيَّرَ تُخُومَ الأرض (٢)، ولعن الله من سَبَّ والديه (٣) " الحديث رواه ابن حبان في صحيحه.

١٥ - وعن أبي بكرةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل الذنوب يُؤخِّرُ الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين (٤)، فإن الله يُعَجِّلُهُ لصاحبهِ في الحياة قبل الممات" رواه الحاكم والأصبهاني كلاهما من طريق بكار بن عبد العزيز وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

١٦ - ورويَ عن عبد الله بن أبي أوْفَى رضي الله عنه قال: "كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاهُ آتٍ، فقال: شابٌ يَجُودُ بنفسهِ، فقيل له: قل لا إله إلا الله، فلم يستطع، فقال: كان يُصَلِّي؟ فقال: نعم، فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونهضنا معهُ، فدخل على الشابِّ، فقال له: قل لا إله إلا الله، فقال: لا أستطيعُ. قال: لِمَ؟ قال: كان يَعُقُّ والدتهُ (٥)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أحَيَّةٌ والدتهُ؟ قالوا:


= عليك ببر الوالدين كليهما ... وبر ذوي القربى وبر الأباعد
ولا تصحبن إلا تقياً مهذباً ... عفيفاً ذكياً منجزاً للمواعد
وقارن إذا قارنت حراً مؤدباً ... فتى من بني الأحرار زين المشاهد
وكف الأذى واحفظ لسانك واتقِ ... فديتك في ود الخليل المساعد
ونافس ببذل المال في طلب العلا ... بهمة محمود الخلائق ماجد
وكن واثقاً بالله في كل حادث ... يصنك مدى الأيام من شر حاسد
وبالله فاستعصم ولا ترج غيره ... ولا تك في النعماء عنه بجاحد
وغض عن المكروه طرفك واجتنب ... أذى الجار واستمسك بحبل المحامد
(١) لم يذكر اسم الله عليها ويذبحها الذبح الشرعي.
(٢) حدودها ومعالمها وأوجد فتنة في ضياع حقوق الناس.
(٣) شتمهما وآذاهما.
(٤) مخالفتهما فيدرك العاق نتيجة ذلك في حياته، وشاهدنا كثيراً رجالاً عذبوا آباءهم فأطال الله أعمارةم وأفقرهم وأذلهم وسلط عليهم أبناءهم ليمثلوا بهم أشنع تمثيل، وكانوا مثلاً سيئاً بين عشيرتهم وباءوا بالخيبة وبدت عليهم سوء الخاتمة ولا بارك الله في أولادهم، وهكذا من ضروب انتقام الجبار العزيز القاهر فوق عباده. نسأل الله السلامة والتوفيق: وللإمام علي كرم الله وجهه:
وإذا ائتمنت على السرائر فاخفها ... واستر عيوب أخيك حين تطلع
وأطع أباك بكل ما أوصى به ... إن المطيع أباه لا يتضعضع
(٥) يعصيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>