للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والصبر (١) ضياء، والقُرآن حجةٌ لك أوعليك (٢)

كل الناس يغدو (٣) فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها. رواه مسلم والترمذي وابن ماجه إلا أنه قال: إسباغ الوضوء شطر الإيمان، ورواه النسائي دون قوله: كُلُّ الناس يغدُوا إلى آخره.

(قال الحافظ عبد العظيم) وقد أفردت لهذا الحديث وطرقه وحكمه وفوائده جزءاً مفرداً.

٣٣ - وعن عقبة بن عامرٍ رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلمٍ يتوضأ فيسبغ (٤) الوضوء، ثم يقوم في صلاته فيعلم ما يقول إلا انفتل (٥) وهو كيوم ولدته أُمه. الحديث. رواه مسلم وأبو داود والنسائي، وابن ماجه، وابن خزيمة والحاكم واللفظ له، وقال: صحيح الإسناد.


= بها فيكون برهانا له على حاله ولا يسأل عن مصرف ماله - وقال غير صاحب التحرير: معناه الصدقة حجة على إيمان فاعها، فان المنافق يمتنع منها لكون لا يعتقدها فمن تصدق استدل بصدقته على صدق إيمانه، والله أعلم.
(١) حبس النفس على طاعة الله تعالى، والامتناع عن المعاصى، وتحمل النائبات، وأنواع المكاره في الدنيا: قال النوى: والمراد أن الصبر محمود، ولا يزال صاحبه مستضيئا مهتديا مستمرا على الصواب، قال إبراهيم الخواص: الصبر: هو الثبات على الكتاب والسنة. وقال ابن عطاء الله: الصبر الوقوف مع البلاء بحسن الأدب. وقال الأستاذ أبو على الدقاق رحمه الله تعالى: حقيقة الصبر ألا يعترض على المقدور، فأما إظهار البلاء لا على وجه الشكوى فلا ينافى الصبر قال الله تعالى في أيوب عليه السلام: (إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب) مع أنه قال: (إنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين) أهـ. والله أعلم. وقال تعالى في سورة هود: (واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين).
(٢) قال النووي رحمه الله تعالى معناه ظاهر: أي تنتفعبه إن تلوته وعملت به، وإلا فهو حجة عليك أهـ ص ١٠٢.
يا أخى القرآن يتلى الآن أمامك، وتسمعه بأذنك، فعليك أن تعمل به، وتصغى لإرشاداته، وتتحلى بآدابه لتصل إلى الله وتفوز، ولا تفرط في درره، ولاتضيع لآلئه، وحذار أن تهمل نصائحه، وخشية أن يكون لك يوم القيامة العدو الألد، والخصم القوى الحجة عليك. قال الله تعالى: (إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعلمون الصالحات أن لهم أجر كبيرا. وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة، أعتدنا لهم عذابا أليما) ١١ من سورة الإسراء. قال البيضاوى: يبشر المؤمنين ببشارتين: ثوابهم، وعقاب أعدائهم أهـ.
إن فيه فئة الآن تترك تعاليم القرآن، وتنتسب إلى الإسلام، وهى على شفا جرف هار في النار، والدليل على ذلك أنها تجلس في مجالسة فتلغوا، وتتحدث أثناء القراءة، وتشرب الدخان، وتضحك، وتقهقه، وتهوش، وتلعب الشطرنج أو النارد - والقارئ يقرأ، وهكذا من صنوف قلة الأدب، وترك التأديب مع الله الذى أنزل القرآن للناس رحمة ونعمة - قال الله تعالى (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون).
(٣) قال النووي رحمه الله: معناه كل إنسان يسعى بنفسه، فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتبعها فيوبقها أي يهلكها. والله أعلم: أهـ.
(٤) يتم.
(٥) خرج نقيا، ومن فتل لحبل إذا جمع دقائقه، وأوجد منها ما يصلح.

<<  <  ج: ص:  >  >>