للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زُرْ غِباًّ (١) تَزْدَدْ حُباً" رواه الطبراني، ورواه البزار من حديث أبي هريرة، ثم قال: لا يعلم فيه حديث صحيح.


(١) قليلاً مرة بعد مرة، يقال غبت عليه تغب غباً إذا أتت يوماً بعد يوم؛ والمعنى أقلل من زيارتك ما استطعت ليكمل سرورك وتدوم محبتك.
صحبة الأخيار سعادة دائمة في الدنيا والآخرة:
(أ) قال تعالى: "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين" (٦٧ من سورة الزخرف). قال البيضاوي: فإن خلتهم لما كانت في الله تبقى نافعة أبد الآباد. أهـ.
(ب) وقال تعالى: "ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنةً نزد له فيها حسناً إن الله غفور شكور" (٢٢ - ٢٣ من سورة الشورى). (مشفقين): خائفين من السيئات (روضات): أطيب بقاعها وأنزهها لهم ما يشتهونه (في القربى): أن تودوني لقرابتي منكم أو تودوا قرابتي، وقيل الاستثناء منقطع، والمعنى لا أسألكم أجراً قط ولكني أسألكم المودة في القربى أو في حق القرابة كما جاء في الحديث "الحب في الله والبغض في الله" روى أنها لما نزلت قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم علينا. قال: علي وفاطمة وأبناءهما. وقيل القربى التقرب إلى الله أي إلا أن تودوا الله ورسوله في تقربكم إليه بالطاعة والعمل الصالح. أهـ بيضاوي. اللهم إني أحب الحسن والحسين رضي الله عنهما فاقبل حبي لهما وشرحي لحديث جدهما صلى الله عليه وسلم. وفي تفسير الصاوي العبرة بعموم اللفظ، لأن رحم النبي رحم لكل مؤمن، لقوله تعالى: "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم" (من سورة الأحزاب). فمحبة أهل البيت فيها السعادة والسيادة دنيا وأخرى، والمرء يحشر مع من أحب. أهـ.
(جـ) وقال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق" (من سورة الممتحنة). ففيه النهي عن مصاحبة الكفار ومخادنة الفساق ومصاحبة الفجار، وإن كانت نزلت في حاطب بن أبي بلتعة الذي كتب إلىهل مكة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدكم فخذوا حذركم وأرسل كتابه مع سارة مولاة بني المطلب فنزل جبريل فأعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وعماراً وطلحة والزبير والمقداد وأبا مرثد، وقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب حاطب إلى أهل مكة فخذوه منها وخلوها، فإن أبت فاضربوا عنقها فأدركوها ثمة فجحدت فهموا بالرجوع فسل علي رضي الله عنه السيف فأخرجته من عقاصها فاستحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطباً وقال ما حملك عليه؟ فقال: يا رسول الله ما كفرت منذ أسلمت ولا غششتك منذ نصحتك، ولكني كنت أمرأ ملصقاً في قريش، وليس لي فيهم من يحمي أهلي فأردت أن آخذ عندهم يداً، وقد علمت أن كتابي لا يغني عنهم شيئاً فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعذره. أهـ. بيضاوي.
(د) وقال تعالى: "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير" (٢٨ من سورة آل عمران). نهوا عن موالاتهم لقرابة وصداقة جاهلية ونحوهما حتى لا يكون حبهم وبغضهم إلا في الله. أهـ بيضاوي. =

<<  <  ج: ص:  >  >>