للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من النار وإنما تُطفأ النارُ بالماء، فإذا غضبَ أحدكم فليتوضأ" رواه أبو داود.


= (ب) قال تعالى: "الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" (١٤٣ من سورة آل عمران).
(جـ) وقال تعالى: "ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور" (٤٣ من سورة الشورى).
(د) وقال تعالى: "فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون" (من سورة الأحقاف).
(هـ) وقال تعالى: "وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم" (من سورة النور).
(و) وقال تعالى: "فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون" (٨٩ من سورة الزخرف).
(ز) وقال تعالى: "إنما المؤمنون إخوة" (من سورة الحجرات).
(ح) وقال تعالى: "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم" (من سورة محمد عليه الصلاة والسلام).
(ط) وقال تعالى: "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً" (٨٥ من سورة الأحزاب).
وقد أورد البخاري في باب الحذر من الغضب لقول الله تعالى: "والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون" (٣٧ من سورة الشورى). وقوله عز وجل: "الذين ينفقون" الآية، قال في الفتح، وليس في الآيتين دلالة على التحذير من الغضب إلا أنه لما ضم من يكظم غيظه إلى من يجتنب الفواحش كان في ذلك إشارة إلى المقصود. أهـ ص ٣٩٦ جـ ١٠
فجاهد نفسك يا أخي بعدم الغضب لتنال خير الدنيا والآخرة تحافظ على صحتك فلا تهيج دورة دمك ولا يصفر وجهك ولا يحصل منك تقاطع أو عدم رفق ولا ينطلق لسانك بالشتم والفحش الذي يستحي منه العاقل ويندم قائله عند سكون الغضب، ويظهر أثره بالضرب أو القتل، وإن فات ذلك بهرب المغضوب عليه رجع الغاضب إلى نفسه فيمزق ثوبه، ويلطم خده وربما سقط صريعاً، وربما أغمي عليه وربما كسر الآنية وضرب من ليس له في ذلك جريمة، والغضب الباطني يولد الحقد في القلب والحسد وإضمار السوء على اختلاف أنواعه ولعلك فهمت قول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم (لا تغضب) من الحكمة في استجلاب المصلحة ودرء المفسدة، والله سبحانه وتعالى أعلم، وقد قال لقمان لابنه: يا بني لا تذهب ماء وجهك بالمسألة ولا تشف غيظك بفضيحتك واعرف قدرك تنفعك معيشتك، وقال أيوب: حلم ساعة يدفع شراً كثيراً، وقيل أفضل الأعمال الحلم عند الغضب، والصبر عند الجزع، ومن قول سلمان: لا تغضب، وإن غضبت فأمسك لسانك ويدك، وحكاية معن بن زائدة تفسر قوله صلى الله عليه وسلم: لا تغضب. يروى في كتب الأدب أن معن بن زائدة كان أميراً على العراق، وكان حليماً كريماً يضرب به المثل فيهما، وقد قدم عليه أعرابي يمتحن حلمه فقال له:
أتذكر إذ لحافك جلد شاة ... وإذ نعلاك من جلد البعير
قال: نعم، أذكر ذلك ولا أنساه، فقال:
فسبحان الذي أعطاك ملكاً ... وعلمك الجلوس على السرير
قال: سبحانه وتعالى، قال:
فلست مسلماً إن عشت دهراً ... على معن بتسليم الأمير
قال: يا أخا العرب: السلام سنة، قال:
سأرحل عن بلاد أنت فيها ... ولو جار الزمان على الفقير
قال: يا أخا العرب إن جاورتنا فمرحباً بك، وإن رحلت فمصحوباً بالسلامة، =

<<  <  ج: ص:  >  >>