للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٠ - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل لَيُؤتى كتابهُ منشوراً (١) فيقول: يا رب فأين حسناتُ (٢) كذا وكذا عملتُها ليست في صحيفتي؟ فيقول: مُحِيتْ باغتيابك الناس (٣) " رواه الأصبهاني.

٣١ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتدرون ما الغيبةُ؟ قالوا: الله ورسولهُ أعلمُ. قال: ذكرك أخاك بما يكرهُ. قيل: أرأيتَ إن كان في أخي ما أقولُ؟ قال: إن كان فيه ما تقولُ فقد اغتبتهُ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بَهَتَّهُ (٤) " رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، وقد روي هذا الحديث من طرق كثيرة، وعن جماعة من الصحابة اكتفينا بهذا عن سائرها لضرورة البيان.

٣٢ - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ذكر امرأ بشيءٍ ليس فيه لِيَعِيبهُ (٥) به حَبَسَهُ الله في نار جهنم حتى يأتي بنفادِ ما قال فيه (٦) " رواه الطبراني بإسناد جيد.

٣٣ - وفي رواية له: أيما رجلٍ أشاع (٧) على رجلٍ مُسلمٍ بكلمةٍ وهو منها برئ (٨) يَشِينُهُ بها (٩) في الدنيا كان حقاً على الله أن يُذِيبَهُ (١٠) يوم القيامة في النار حتى يأتيَ بنفادِ ما قال".


= ولا تضيع زمنا ممكناً ... تذكاره يذكى لظى حسرتك
والشر مهما استطعت لا تأته ... فأنه حور على مهجتك
(١) ظاهرة صفحاته متقدمة أمامه يراها.
(٢) غير مقيدة.
(٣) زالت بكثرة ذكر الناس بسوء.
(٤) ادعيت عليه ظلماً، وفي المصباح قذفته بالباطل وافتريت عليه بالكذب، والاسم البهتان، وفي الغريب "ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن" من سورة الممتحنة. قيل بل ذلك لكل فعل شنيع يتعاطينه باليد والرجل من تناول ما لا يجوز والمشي إلى ما يقبح (فبهت الذي كفر) أي دهش وتحير، وقد بهته، قال عز وجل: هذا بهتان عظيم: أي كذب يبهت سامعه لفظاعته. أهـ.
(٥) لينقصه.
(٦) يستمر عذابه حتى يحقق قوله الذي صدر منه كذباً وزوراً.
(٧) أظهر وأباح القول.
(٨) بعيد عن وصفها.
(٩) يذمه ويعيبه وينقصه.
(١٠) يصهره حتى يسيل حتى يتحقق قوله، ولن يحصل، قال الله تعالى: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة =

<<  <  ج: ص:  >  >>