للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن المؤذنين والملبين يخرجون من قبورهم يُؤَذِّنُ المؤَذِّنُ (١) ويلبى المُلبىِّ. رواه الطبراني في الأوسط.

١٧ - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة على كثبان (٢) المسك. وأراه قال: يوم القيامة. زاد في روايةٍ: يغبطُهُمْ (٣) الأوَّلُونَ والآخرون: عبدٌ (٤) أدَّى حق الله وحقَّ مواليه، ورجل أمَّ (٥) قوماً وهم به راضون، ورجلٌ (٦) ينادى بالصلوات الخمس في كل يومٍ وليلةٍ. رواه أحمد والترمذي من رواية سفيان عن أبي اليقظان عن زاذان عنه، وقال: حديث حسن غريب.

(قال الحافظ): وأبو اليقظان واهٍ، وقد روى عنه الثقات، واسمه عثمان بن قيس، قاله


(١) أي إن الذين يحافظون على أداء وظيفة الأذان في الدنيا يحييهم الله مؤذنين فيذهبون إلى المحشر يهللون ويكبرون ويترنمون بذكر الله، وكذا الملبون الذين يجيبون داعى الله لفريضة الحج، ويكثرون من التلبية (لبيك اللهم لبيك) أي إجابتى لك يارب، وقيل معناه أتجاهى وقصدي يارب إليك؛ من قولهم: دارى تلب دارك أي تواجهها، وقيل معناه أخلاص لك، من قولهم: حسب لباب إذا كان خالصا محضا: ومنه لب الطعام ولبابه. أهـ نهاية ص ٤٤ - ٣، فالأذان من خصائص هذه الأمة، وشرع في السنة الثانية من الهجرة وشروطه الإسلام، والتمييز، والترهيب، والولاء بين كلماته، وعدم بناء غيره. ولجماعة: جهر، ودخول الوقت، والذكورة يقينا، ويسن الترجيع فيه (يأتى بالشهادتين سرا قبل الجهر) والترتيل فيه، والتوجه للقبلة، والتثويب في أذان الصبح (بعد الحيعلتين: الصلاة خير من النوم) مرتين، ويسن للمؤذن والسامع أن يصلى ويسلم على النبى صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من أذانه، ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت سيدنا محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محموداً الذى وعدته إنك لا تخلف الميعاد.
(٢) جمع كثيب، وكثب الرمل المستطيل المحدودب.
(٣) يتمنون أن يكونوا مثلهم، وينالوا حظهم.
(٤) خادم ملكه سيده، فأدى فروض الله وواجباته، ثم أتقن أعمال سيده وأخلص في واجبه، وأطاعه وحافظ على حقوقه، فالله وسيده راضيان عنه، وفي هذا الزمن الأجير أو الخادم تلزمه طاعة الله وطاعة مخدومه ليرضى الله عنه.
(٥) صلى إماما، وفي هذا المعنى كتب الغزالي: وظائف الإمام قبل الصلاة.
واحدها: أن لا يتقدم للإمامة على قوم يكرهونه، فإن اختلفوا كان النظر إلى الأكثرين، فإن كان الأقلون هم أهل الخير والدين، فالنظر إليهم، وينهى عن التقدمة إن كان وراءه من هو أفقه منه إلا إذا امتنع من هو أولى منه، فله التقدم، ويكره عند ذلك المدافعة، فقد قيل: إن قوما تدافعوا الإمامة بعد إقامة الصلاة فخسف بهم، وكان الصحابة رضي الله عنهم يؤثرون من رأوه أنه أولى بذلك، أو يخافون على أنفسهم السهو وخطر ضمان صلاتهم، فإن الأئمة ضمناء. ثانيهما: إذا خير بين الأذان والإمامة يختار الإمامة. ثالثها: يصلى الامام في أول الوقت ليدرك رضوان الله سبحانه وتعالى. رابعها: يؤم مخلصاً لله عز وجل مؤديا أمانة الله تعالى في طهارته. خامسها: أن لا يكبر حتى تستوى الصفوف فليلتفت يمينا وشمالا فإن رأى خللا أمر بالتسوية. سادسها: أن يرفع صوته بتكبير الإحرام، وسائر التكبيرات، ولا يرفع المأموم صوته إلا بقدر ما يسمع نفسه أهـ ص ١٥٧ جـ ١.
(٦) المؤذن.

<<  <  ج: ص:  >  >>