للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقام بلالٌ ينادى. فلما سكت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال مثل (١) هذا يقيناً دخل الجنة. رواه النسائي وابن حبان في صحيحه.

ماجاء في فضل الأذان

٢٢ - وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجلٌ إلى النبى صلى الله عليه وسلم، فقال: علمنى أو دُلنى على عملٍ يُدخلني الجنة؟ قال: كُنْ مُؤَذِّناً قال لا أستطيع قال: كن إماماً، قال لا أستطيع، فقال: فقم بإزاء الإمام (٢): رواه البخاري. في تاريخه والطبراني في الأوسط.

٢٣ - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المُؤذنُ المحتسب (٣) كالشهيد المُتشحطِ (٤) في دمه يتمنى على الله ما يشتهى بين الأذان والإقامة (٥). رواه الطبراني في الأوسط، ورواه في الكبير.

٢٤ - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤذنُ المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه، إذا مات لم يُدَوَّدْ (٦) في قبره وفيهما إبراهيم بن رستم، وقد وُثِّقَ.

٢٥ - وروى عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله


(١) نطلق مع المؤذن، واعتقد صدق قوله مع اتباع أوامرالله المأخذوة من الكتاب والسنة.
(٢) علق الغزالي على هذا الحديث، فلعله ظن أنه لا يرضى بإمامته، إذ الأذن إليه، والإمامة للجماعة وتقديمهم له ثم بعد ذلك توهم أنه ربما يقدر عليها ص ١٥٦ - ١، ولكن عنده الإمامة أفضل بدليل تقديم أبى بكر للخلافة، وقال الصحابة، نظرنا فإذا الصلاة عماد الدين، فاخترنا لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا، وقد قدم الصحابة بلالا احتجاجا على أنه رضية للأذان أهـ.
(٣) الذى يطلب أجره من الله تعالى أكثر ثوابا من المؤجر، وأصبح الأذان الآن مهنة يحترف بها الملايين من الفقراء، فالله يثيبهم ويهب لهم الأجر الجزيل، والأذان خير عمل ينفع دنيا وأخرى، ويريد النبى صلى الله عليه وسلم أن يحث المؤذنين على الزهد والصبر، وحسن العمل، وأدائه بإخلاص، وتحمل المشاق، والرضا بالقليل مع القناعة.
(٤) المتخبط فيه: المضطرب المتمرغ.
(٥) أفضل وقت الرحمات والإحسان ما بين الأذان والإقامة فالدعاء مستجاب، وباب فضل الله مفتوح حينئذ على مصراعيه.
(٦) من داد الطعام يدود: أي جسمه يحفظ ولا يبلى، يكافئ الله المؤذن الذي يحافظ على إيقاظ الناس أن يحيا في قبره، ويشعر بنعيم ربه، وينقى، ويتطهر جسمه: ولا ينتن، ولا يقذر، ويسلم من الدود الذى ينشأ من عفونة الجسم: لكن الشرط (المحتسب) أما إذا كان مؤذنا وفاسقا وطماعا ومخاتلا، فيطلق الله عليه الحشرات في قبره تنهشه نهشا، ويبلى جسمه ويعذب عذابا أليما.
فاتق الله أيها المؤذن وتوضأ وصل بإخلاص وعامل ربك وأحسن معاملتك.

<<  <  ج: ص:  >  >>