للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عِنْدِي (١). والباقي بنحوه. قال الحاكم: صحيح الإسناد كذا قال:

[قوله: خفيف الحاذ] بحاء مهملة وذال معجمة مخففة: خفيف الحال قليل المال.

إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء

٥١ - وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَرَجَ إِلى الْمَسْجِدِ فَوَجَدَ مُعاذَاً عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يَبْكِي، فقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قالَ: حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: الْيَسِيرُ (٢) مِنَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ، وَمَنْ عَادَى (٣) أَوْلِيَاءَ اللهِ فَقَدْ بَارَزَ (٤) اللهَ بِالْمُحَارَبَةِ (٥) إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الأَبْرَارَ الأَتْقِياءَ الأَخْفِياءَ الَّذِينَ إِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا (٦)، وَإِنْ حَضَرُوا لَمْ يُعْرَفُوا. قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الدُّجَى يَخْرُجُونَ مِنْ كلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ (٧).

رواه ابن ماجة والحاكم واللفظ له، وقال: صحيح، ولا علة له.


(١) أكثر الناس غبطة، وفي النهاية غبطت الرجل أغبطه غبطاً: إذا اشتهيت أن يكون لك مثل ماله، وأن يدوم عليه ما هو فيه؛ وحسدته أحسده حسداً إذا اشتهيت أن يكون لك ماله، وأن يزول عنه ما هو فيه، ومنه الحديث "على منابر من نور يغبطهم أهل الجمع. واللهم غبطاً لا هبطاً": أي أولنا منزلة نغبط عليها وجنبنا منازل الهبوط والضعة، وقيل معناه نسألك الغبطة: وهي النعمة والسرور ونعوذ بك من الذل والخضوع أهـ ص ١٤٨.
(٢) القليل من العمل لغير الله إشراك وإلحاد.
(٣) حاربهم وآذهم وقدم لهم كل شر قال تعالى: [إن أولياؤه إلا المتقون].
(٤) فقد بارز كذا د وع ص ٣٢٩ - ٢ في ن ط: بارز.
(٥) أظهر لله العداوة والعصيان، من برز بروزاً: ظهر، وبارز في الحرب مبارزة وبرازاً فهو مبارز، وبرز الرجل في العلم تبريزاً: برع وفاق نظراءه.
(٦) لم يسأل عنهم لتواضعهم إلى ربهم لا يحبون المحافل التي تجتمع على غير طاعة الله تعالى.
(٧) ينجيهم الله تعالى من كل الفتن والظلمات كما في حديث علي رضي الله عنه "يوشك أن تغشاكم دواجي ظلمة": أي ظلمها واحدها داجية أهـ ولكن الصالحين يقيهم الله شرور الدنيا بأنوار إيمانهم بربهم قال تعالى:
أ -[قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين (١٢٠)] من سورة النحل.
ب - وقال تعالى: [والذين آمنوا أشد حباً لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعاً وأن الله شديد العذاب (١٦٥)] من سورة البقرة.
وشاهدنا الأبرار لا تنقطع محبتهم لله تعالى بخلاف محبة الأشرار الفساق أصحاب الشهرة والصيب الكاذب فأغراضهم لغير الله فاسدة لا ثواب لها.
جـ - وقال تعالى: [وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم (١٦٣) إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك .. الآية] من سورة البقرة.
ساقها الله للعقلاء الذين يتدبرون معنى القرآن ويعملون بأوامره فيعتزون به وحده. وشاهدنا النبراس الوهاج المتلألئ المضيء في قلوب من يتفكر في بدائع صنع الله. =

<<  <  ج: ص:  >  >>