(٢) طعم جمع المال فيها لذيذ تميل النفس إلى زينتها، يقال حلا بفمي يحلو. (٣) نضرة زاهرة زاهية. وفي البخاري في باب المنافسة في الدنيا قوله صلى الله عليه وسلم "أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا" قال القسطلاني: فيه أن المنافسة في الدنيا قد تجر إلى الهلاك في الدين أهـ. وفي باب فضل النفقة في سبيل الله تعالى قوله صلى الله عليه وسلم "خضرة حلوة ونعم صاحب المسلم لمن أخذه بحقه فجعله في سبيل الله واليتامى والمساكين وابن السبيل". قال القسطلاني: خضرة من حيث المنظر، حلوة من حيث الذوق، نعم المال لمن جمعه من حلال وأنفقه في جميع أنواع الخير. (٤) جاعلكم أولياء خلفاء في إنفاق المال تتصرفون فيه تصرف المالك، وفي الحقيقة الله تعالى المنعم المعطي الوهاب الرزاق، قال تعالى: [آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير (٧)] من سورة الحديد. قال البيضاوي من الأموال التي جعلكم الله خلفاء في التصرف فيها فهي في الحقيقة له لا لكم، أو التي استخلفكم عمن قبلكم في تملكها والتصرف فيها، وفيه حث على الإنفاق وتهوين له عن النفس أهـ. (٥) احذروا الدنيا وابتعدوا عن حيل النساء واخشوا أن يمنعنكن عن طاعة الله. فاتقوا الدنيا كذا ط وع ص ٣٣١ - ٢ وهي مصححة بكشط، ولكن في ن د: فاتقوا الله. يأمرنا صلى الله عليه وسلم باليقظة والحذر من ثنتين: أ - الدنيا، لأنها رأس كل خطيئة وسبب كل نقص، وحبها يجر الغفلة عن ذكر الله، ومشاغلها جمة تلهي عن الله. ب - النساء لأنهن شرك المتن وحبائل الشيطان قد يسببن قطيعة الرحم أو يمنعن فعل الخير أو يكن لاهيات لاعبات مائلات مميلات لضعفاء الإيمان. وقد تقدم ثنتان في الحديث هما سببان قويان في نصر الإسلام وإشراق شمسه وبلوغ أوج عزه وطلوع كواكب نجمه متألقة في سماء الرفعة والمجد: هما الزهد واليقين. (٦) أكثر إضراراً. يحذر صلى الله عليه وسلم من الميل إلى حب السيدات وإرخاء العنان لطلباتهن بلا محكم الشرع بينهن، قال تعالى: [إن كيدكن عظيم]، وقال تعالى: [إن كيد الشيطان كان ضعيفا]: إن النساء شياطين خلقنا لنا ... نعوذ بالله من شر الشياطين كم شخص حن إلى المرأة فمال إليها وعصى الله في طاعتها فدعته إلى فراق شقيقه وغضب قريبه والإكثار من غشيان الملاهي والتمتع بشراب الخمر، وأكتب هذا وفي يدي صحيفة تنبئ عن رجل موظف يعول أسرة كبيرة كباراً وصغاراً، ولكن أحب فتاة وروادها عن نفسها ولمس عفافها فحملت سفاحاً ثم وضعت ولداً وقبل أن يظهر أمرها للنيابة ذهب إلى مقر وظيفته وودع رئيسه وزملاءه وذهب إلى بيته فقبل أولاده الصغار وقال لهم =