للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَسْوَةِ الْقَلْبِ (١)، وَطُولُ الأَمَلِ (٢)، والْحِرْصُ عَلَى الدُّنْيَا. رواه البزار.

١٤ - وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا لا أَعْلَمُهُ إِلاّ رَفَعَهُ قالَ: صَلاَحُ أَوَّلِ هذِهِ الأُمَّةِ (٣) بِالزَّهَادَةِ وَالْيَقِينِ، وَهَلاَكُ آخِرِهَا بِالْبُخْلِ والأَمَلِ. رواه الطبراني، وفي إسناده احتمال للتحسين.

يهلك آخر هذه الأمة بالبخل والأمل

ورواه ابن أبي الدنيا والأصبهاني كلاهما من طريق ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: نَجَا أَوَّلُ هذِهِ الأُمَّةِ بِالْيَقِينِ والزُّهْدِ، وَيَهْلِكُ آخِرُ هذِهِ الأُمَّةِ بالْبُخْلِ والأَمَلِ.

١٥ - وَرُوِيَ عَنْ أُمِّ الْوَلِيدِ بِنْتِ عُمَرَ قالَتِ: اطَّلَعَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ذَاتَ عَشِيَّةٍ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلاَ تَسْتَحْيُونَ (٤)؟ قالُوا: مِمَّ ذَاكَ (٥) يَا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: تَجْمَعُونَ ما لاَ تأْكُلُونَ، وَتَبْنُونَ مَا لاَ تَعْمُرُونَ (٦)، وَتأْمَلُونَ مَا لاَ تُدْرِكُونَ (٧)، أَلاَ تَسْتَحْيُونَ مِنْ ذَلِكَ؟ رواه الطبراني.

١٦ - وَرُوِيَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: اشْتَرى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ


(١) غلظته في الجمود فلا يتأثر بالمواعظ ولم ينزجر بأحكام القرآن ولم يرق لسماع كلام الله تعالى ولم ينتفع بالسنة فيستمر في غفلة، وهو عن ربه لاه قد انتزعت منه الرأفة وزالت منه الرحمة.
(٢) رجاء ما تحبه النفس من طول عمر وزيادة غنى، وأناط الحكم بطوله ليخرج أصله فإنه لا بد منه في بقاء هذا العالم أهـ جامع صغير. قوال الحفني وطول الأمل أصله من الرحمة إذ لولاه لما أرضعت والدة ولدها ولا غرس شخص ولا سافر شخص لتجارة وغير ذلك وإنما ذم طول الأمل، لأنه يقتضي الحرص على الدنيا وعدم التنبه لما ينفعه في الآخرة أهـ ص ١٧٩.
(٣) الأمة المحمدية الإسلامية صلاحها باثنين التقلل من الدنيا والقناعة وعدم الانهماك في جمع المال وحسن الاعتماد على الله جل وعلا، وفناء آخرها بخصلتين ذميمتين الشح والتقصير في حقوق الله والشره وجمع المال والغفلة عن الله تعالى وكثرة الرجاء بتشييد قصور وإنشاء مصانع ومتاجر وانهماك في الربح بلا مرور ذكر الموت وبلا استعداد للآخرة بصالح الأعمال وغرس الباقيات.
الزهادة واليقين خصلتان اجتمعتا في قلب المسلمين في صدر الإسلام فانتشر ذكره وذاع صيته، والآن سنة ١٣٧٥ هـ عم البخل وفشا الجهل وزاد الشح وعلقنا الآمال في كيت وكيت فتأخرنا واستعبدنا وذللنا، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
(٤) ألا يصيبكم الحياء والخجل.
(٥) من أي شيء؟.
(٦) ما لا تعمرون كذا ط وع ص ٣٦٦ - ٢ وفي ن د تسكنون.
(٧) ترجون المستقبل وتتعشمون فيه، ففيه الترغيب في قصر الأمل والإسراع بإنجاز حقوق الله وحسن أدائها والسعي للأعمال الصالحة وغرس دوحات البر والخير حتى تترعرع.

<<  <  ج: ص:  >  >>