للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٠ - وَفي رِوَايَةٍ قالَ: مَرَّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم، وَنَحْنُ نُعَالِجُ خُصّاً لَنَا وَهَى، فَقَالَ: مَا هذَا؟ فَقُلْنَا: خُصٌّ (١) لَنَا وَهَى، فَنَحْنُ نُصْلِحُهُ فَقَالَ: مَا أَرَى الأَمْرَ إِلاَّ أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ. رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح وابن ماجة وابن حبان في صحيحه.

٢١ - وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: خَطَّ (٢) النَّبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم خَطَّاً مُرَبَّعاً، وَخَطَّ خَطَّاً في الْوَسَطِ خَارِجَاً مِنْهُ، وَخَطَّ خُطُوطاً صِغَاراً إِلى هذا الَّذِي في الْوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي في الْوَسَطِ فَقَالَ: هذَا الإِنْسَانُ وَهذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ، أَوْ قَدْ أَحَاطَ بِهِ، وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ، وَهذِهِ الْخطُطُ الصِّغَارُ الأَعْرَاضُ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ هذَا نَهَشَهُ (٣) هذَا، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هذَا نَهَشَهُ هذَا. رواه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجة. وهذا صورة ما خط صلى الله عليه وسلم ص ٣٦٧ - ٢ ... ع

٢٢ - وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: خَطَّ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم خَطّاً، وَقالَ: هذَا الإِنْسَانُ، وَخَطَّ إِلى جَنْبِهِ خَطّاً وقالَ: هذَا أَجَلُهُ، وَخَطَّ آخَرَ بَعِيداً مِنْهُ فَقَالَ: هذَا الأَمَلُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كذلِكَ إذْ جَاءَهُ الأَقْرَبُ (٤). رواه البخاري، واللفظ له، والنسائي بنحوه.


(١) مقدار عش أو كوخ حقير.
(٢) يوضح النبي صلى الله عليه وسلم تقارب الإنسان بأجله وأمله ورزقه وما يصيبه في دنياه فهذا مرة يناله وغداً يبعد عنه، وهكذا حتى يأخذ حظه وما قدر له ثم يفنى.
(٣) تناوله من بعيد كنهش الحية، وقيل قبض عليه وعضه ثم نثره، يقال نهشته الحية ونهشه الكلب: أي الإنسان هدف لثلاثة.
أ - عمره.
ب - أمانيه.
جـ - رزقه.
والعاقل الصالح يوجه دفة سفينتها إلى وجوه البر وفعل الخير لتصل إلى بر السلامة فينتهي من الحياة وثمار أعماله أينعت ودوحات خلاله أزهرت فيجنيها فرحاً مسروراً كما قال تعالى [الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون (٣٢)] من سورة النحل.
(٤) أي هو سارح في بحار أمانيه الحلوة في الدنيا يشيد قصراً ويشتري ضيعة ويعلم أولاده، وهكذا من حلاوة دنياه فيهجم عليه الأقرب الموت الخاطف، فالكيس من انتهز فرصة صحته وغناه وعمل لمولاه ادخاراً لآخرته.

<<  <  ج: ص:  >  >>