للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٨ - وَرُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: مَا مِنْ أَحَدٍ يَمُوتُ إِلاَّ نَدِمَ. قَالُوا: وَمَا نَدَامَتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: إِنْ كَانَ مُحْسِناً نَدِمَ أَنْ لاَ يَكُونَ ازْدَادَ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئاً نَدِمَ أَنْ لاَ يَكُونَ نَزَعَ (١). رواه الترمذي والبيهقي في الزهد.

٣٩ - وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْراً اسْتَعْمَلَهُ. قِيلَ: كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ؟ قالَ: يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ. رواه الحاكم وقال: صحيح على شرطهما.

٤٠ - وَعَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْداً عَسَلهُ. قالُوا: مَا عَسَلُهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: يُوَفِّقُ لَهُ عَمَلاً صَالِحاً بَيْنَ يَدَيْ رِحْلَتِهِ يَرْضَى عَنْهُ جِيرانُهُ، أَوْ قالَ: مَنْ حَوْلَهُ. رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي من طريقه وغيرهما.

[عسله] بفتح العين والسين المهملتين من العسل: وهو طِيب الثناء، وقال بعضهم: هذا مثل، أي وفقه الله لعمل صالح يتحفه به كما يتحف الرجل أخاه إذا أطعمه العسل.

٤١ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: أَعْذَرَ اللهُ (٢) إِلى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلغَ سِتِّينَ سَنَةً. رواه البخاري.


(١) كف وأقلع عنه، إذا أحيا الله المرء يوم القيامة، فإن كان صالحاً تنعم من أصناف النعيم ونال جزاءه وود لو زاد أكثر مما عمل سابقاً، وإن كان عاصياً عذب فأنب نفسه عما اقترفت في الأيام الخالية، علامة السداد السير على منهج الكتاب والسنة قبل الموت والاستضاء بهديهما فمن يرد الله به خيراً يعنه على الطاعة ويبعد عنه المعاصي.
(٢) أي لم يبق فيه موضعاً للاعتذار حيث أمهله طول هذه المدة، ولم يعتذر، يقال أعذر الرجل إذا بلغ أقصى الغاية من العذر: وقد يكون أعذر بمعنى عذر أهـ نهاية. من بلغ ستين سنة ولم يعمل صالحاً ولم يوفق ولم يشيد المكارم فلا حجة له مقبولة عند ربه. لماذا؟ لأن الله تعالى أطال عمره وأمد في حياته فلم يعمل خيراً فعذره غير مقبول " ومن أنذر فقد أعذر" ومنه الحديث "لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم" يقال أعذر فلان من نفسه إذا أمكن منها، يعني أنهم لا يهلكون حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم فيستوجبون العقوبة، ويكون لمن يعذبهم عذر كأنهم قاموا بعذره، وفي الجامع الصغير. قال العلقمي: قال شيخنا زكريا: أي أزال عذره فلم يبق له اعتذار حيث أمهله هذه المدة ولم يعتبر: أي لم يفعل ما يغنيه عن الاعتذار فالهمزة للسلب وقال شيخ شيوخنا: الإعذار إزالة العذر، والمعنى أنه لم يبق له اعتذار كأن يقول لو مد لي في الأجل لفعلت ما أمرت به، يقال =

<<  <  ج: ص:  >  >>