للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَقَمَاً (١). رواه ابن ماجة، واللفظ له وأبو داود باختصار عنه إلا أنه قال: عن ابن أخي زينب، وهو كذا في بعض نسخ ابن ماجة، وهو على كلا التقديرين مجهول، ورواه الحاكم أخصر منهما، وقال: صحيح الإسناد: قال أبو سليمان الخطابي: المنهيّ عنه من الرقى ما كان بغير لسان العرب فلا يدري ما هو، ولعله قد يدخله سحر أو كفر، فأما إذا كان مفهوم المعنى وكان فيه ذكر الله تعالى فإنه مستحب متبرَّك به، والله أعلم.

٦ - وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَفِي عُنُقِهَا شَيْءٌ مَعْقُودٌ فَجَذَبَهُ (٢) فَقَطَعَهُ ثُمَّ قالَ: لَقَدْ أَصْبَحَ آلُ عَبْدِ اللهِ أَغْنِيَاءَ عَنْ أَنْ يُشْرِكُوا (٣) بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً (٤)، ثُمَّ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ الرُّقَى (٥)


= فأستعجل في جلب العذاب إليكم [إلا ما شاء الله] أن أملكه، أو ولكن ما شاء الله من ذلك كائن [لكل أمة أجل] مضروب لهلاكهم أهـ.
(١) إن برءك يا الله لا يترك أي مرض.
(٢) مده إليه.
(٣) أغنياء عن أن يشركوا كذا ط وع ص ٣٩٣ - ٢ وفي ن د أغنياء أن يشركوا.
(٤) ما لم ينزل بإشراكه كتاباً أو لم ينصب عليه دليلاً أهـ بيضاوي.
يفسر قوله تعالى: [وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون (٨١)] من سورة الأنعام في قصة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام ورزقنا الله اليقين وقوة الإيمان به سبحانه وتعالى والهداية، والمعنى أن سيدنا عبد الله بن مسعود أنكر تعليق شيء بقصد التأثير في إزالة المرض، إذ لم يرد هذا في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولذا قطعه وأزاله كما قال تعالى [وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب (٧)] من سورة الحشر.
قال البيضاوي: وما أعطاكم من الفيء أو من الأمر فخذوه، لأنه حلال لكم، أو فتمسكوا به، لأنه واجب الطاعة، وما نهاكم عن أخذه منه أو عن إتيانه فانتهوا عنه واتقوا الله في مخالفة رسوله إن الله شديد العقاب لمن خالفه أهـ.
إن شاهدنا الأمر باتباع شريعته والتأسي بأفعاله والابتعاد عن منهياته، وهو صلى الله عليه وسلم النبراس الوهاج والقمر المنير لكل عمل.
(٥) الرقية: العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات.
ويكره من الرقى ما كان بغير اللسان العربي وبغير أسماء الله تعالى وصفاته وكلامه في كتبه المنزلة: وأن يعتقد أن الرقيا نافعة لا محالة فيتكل عليها، وإياها أراد بقوله صلى الله عليه وسلم "ما توكل من استرقى" ولا يكره منها ما كان في خلاف ذلك كالتعوذ بالقرآن وأسماء الله تعالى والرقى المروية، ولذلك قال للذي رقى بالقرآن وأخذ عليه أجراً "من أخذ برقية باطل فقد أخذت برقية حق" وفي حديث جابر أنه عليه الصلاة والسلام قال اعرضوها علي فعرضناها فقال لا بأس بها إنما هي مواثيق كأنه خاف أن يقع فيها شيء مما كانوا يتلفظون به ويعتقدونه من الشرك في الجاهلية، وما كان بغير اللسان العربي مما لا يعرف له ترجمة، ولا يمكن الوقوف عليه فلا يجوز استعماله، وقوله صلى الله عليه وسلم: لا رقية إلا من عين أو حمة، فمعناه لا رقية أولى وأنفع، وفي صفة أهل الجنة =

<<  <  ج: ص:  >  >>