للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جهنم تقول يا رب ائتني بأهلي

ثُمَّ أَتَى عَلَى جُحْرٍ صَغِيرٍ يَخْرُجُ مِنْهُ ثَوْرٌ عَظِيمٌ فَيُرِيدُ الثَّوْرُ أَنْ يَدْخُلَ مِنْ حَيْثُ خَرَجَ فَلا يَسْتَطِيعُ، قالَ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قالَ هذَا الرَّجُلُ يَتَكَلَّمُ بالْكَلِمَةِ الْعَظِيمةِ فَيَنْدَمُ عَلَيْهَا فَيُرِيدُ أَنْ يَرُدَّهَا فَلا يَسْتَطِيعُ، ثُمَّ أَتَى عَلَى وَادٍ فَوَجَدَ رِيحاً طَيِّبَةً وَوَجَدَ رِيحَ مِسْكٍ مَعَ صَوْتٍ، فَقَالَ: مَا هذَا؟ قالَ: صَوْتُ الْجَنَّةِ تَقُولُ: يَا رَبِّ ائْتِنِي بِأَهْلِي وَرِمَا وَعَدْتَنِي فَقَدْ كَثُرَ غَرْسِي وَحَرِيرِي وَسُنْدُسِي وَإسْتَبْرَقِي وَعَبْقَرِييِّ وَمَرْجَانِي وَفِضَّتِي وَذَهَبِي وَأَكْوَابِي وَصِحَافِي وَأَبَارِيقِي وَفَوَاكِهِي وَعَسَلِي وَمَائِي وَلَبَنِي وَخَمْرِي، ائْتِنِي بِمَا وَعَدْتَنِي قالَ: لَكِ كُلُّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ وَمُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، وَمَنْ آمَنَ بِي وَبِرُسُلِي، وَعَمِلَ صَالِحَاً وَلَمْ يُشْرِكْ بِي شَيْئاً، وَلَمْ يَتَّخِذْ مِنْ دُونِي أَنْدَاداً (١) فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَمَنْ أَقْرَضَنِي (٢) جَزَيْتُهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيَّ كَفَيْتُهُ (٣). إِنِّي أَنَا اللهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنَا، لاَ خُلْفَ لِمِيعَادِي، قَدْ أَفْلَحَ (٤)

الْمُؤْمِنُونَ، تَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (٥) فَقَالَتْ: قَدْ رَضِيتُ، ثُمَّ أَتَى عَلَى وَادٍ فَسَمِعَ صَوْتاً مُنْكَراً، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ مَا هذَا الصَّوْتُ؟ قالَ: هذَا صَوْتُ جَهَنَّمَ تَقُولُ: يَا رَبِّ ائْتِنِي بِأَهْلِي وَبِمَا وَعَدْتَنِي فَقَدْ كَثُرَتْ سَلاسِلِي (٦) وَأَغْلالِي وَسَعِيرِي (٧).


(١) شركاء.
(٢) تصدق ابتغاء ثوابي وساهم في مشروعات الخير. وفي الغريب: وسمي ما يدفع إلى الإنسان من المال بشرط رد بدله قرضاً، قال تعالى: [من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسط] من سورة البقرة.
(٣) اعتمد علي وفوض أمره إلي.
(٤) فازوا بأمانيهم ..
(٥) فتعالى شأنه في قدرته وحكمته يدخل في الجنة المسلم المؤمن الذي له في الصالحات قدم صدق متجنب الإشراك به المتضرع طالباً رحمته الخائف عذابه المتصدق المزكي المعتمد عليه جل جلاله في كل أفعاله وتسيير أموره ونعيم الجنة:
أ - أنواع الفواكه.
ب - أفخر الملابس والأثاث.
جـ - الجواهر والذهب.
د - ألذ الشراب.
(٦) قيود من حديد وآلات تعذيب وانتقام وأسر وشدة.
(٧) حري شديد كما قال تعالى:
أ -[وسيصلون سعيرا (١٠)] من سورة النساء.
ب -[وإذا الجحيم سعرت (١٢)] من سورة التكوير.
جـ -[إن المجرمين في ضلال وسعر (٤٧)] من سورة القمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>