قد يبعد عنك النفاق (والحمد لله) المحافظة على صلاة الفجر وصلاة العصر جماعة ومصداق ذلك قوله تعلى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة) فإقامة الصلاة نور الإيمان يزداد في قلوب الصالحين، وهو خصلة من خصال المؤمنين، وفعلة لازمة لهم، ومطمح آمالهم، ومنتهى رجائهم، ووصلة بينهم لربهم، وكثيراً ما ذكر الله المؤمنين في كتابه، وعد من أعمالهم المحافظة على الصلاة. قال تعالى (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) - وقال تعالى: (والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون) وقال تعالى: (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون) ٣ من سورة البقرة. وقال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ٢٨ من سورة الرعد. والصلاة ذكر قال تعالى: (وأقم الصلاة لذكرى) وفسر العلماء (ساهون) يؤخرون الصلاة عن وقتها؛ وأوعدهم الله بعذاب جهنم عن هذه الغفلة، فما بالك بالتارك لها بتاتاً. إن عذابه شديد وعقابه أليم، ويا ويله من ربه الذى أغدق عليه نعمه في حياته فإنها ألهته عن مولاه وقد قال تعالى ينادى المؤمنين العاملين: (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم وأموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون) ٩ من سورة المنافقون. هل تعاهدنى أخى على الصلاة في أوقاتها حتى لا تغفل عن الله، وتجيب داعى هذه الآية. اللهم وفقنا واقبلنا وساعدنا واشفنا إنك قدير ولى جدير بالإجابة، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ولعلك عرفت يا أخى أفعال الموفقين في الحياة الذين جمعوا بين العمل لطلب الرزق وطاعة الله بأداء الحقوق وتسبيح الله صباحاً ومساء. وهنا أزيد دليلا آخر. قال الله تعالى لحبيبه سيدنا محمد وعلى آله وصبحه وسلم (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) ٢٩ من سورة الكهف. ياعزيزى: احبس نفسك مع المطيعين المسبحين الذاكرين، وثبتها على العمل الصالح، وملازمة طاعتى، وكن قائداً لهؤلاء، وسباقا للمكرمات معهم في مجامع أوقاتهم (بالغداة والعشى) أو في طرفي النهار ويوافق نص الكتاب السنة في أن المطلوب ذكر الله في أول بدء العمل وآخره ابتغاء رضا الله وطاعته. وما الحياة بأنفاس نرددها ... إن الحياة حياة العلم والعمل وانظر إلى هذا النهى البديع، يريد الله جل وعلا أن ينهى الرسول صلى الله عليه وسلم ليتعظ المسلمون خشية أن يزدروا بفقراء المؤمنين، ويحتقروا رثاثة ثيابهم طموحا إلى طرواة زى الأغنياء، فلا ينظرون إلى نعم الأغنياء بل ينظرون إلى الأعمال الصالحة فيحصلونها. هذا إلى نبذ من جعلنا قلبه غافلا عن ذكرنا كأمية بن خلف في دعائك إلى طرد الفقراء عن مجلسك لصناديد قريش، وفي تنبيه على أن الداعى له إلى هذا الاستدعاء غفلة قلبه عن المعقولات وانهماكه في المحسوسات حتى خفى عليه أن الشرف بحلية النفس لا بزينة الجسد، وأنه لو أطاعه كان =