للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين يدىَّ.


= هذا كله في المؤداة. أما الفائتة فالعبرة فيها بوقت القضاء، فيجهر من غروب الشمس إلى طلوعها، ويسر فيما سوى ذلك، ويتوسط في نافة الليل المطلقة إذا لم يشوش على نائم أو مصل، والمرأة والخنثى يجهران، ويتوسطان في محلهما حيث لا يسمع أجنبى، وإلا استحب لهما الإسرار، وكان صلى الله عليه وسلم يجهر بالقرآن في الصلوات كلها، وكان المشركون يؤذونه، ويسبون من أنزله ومن أنزل عليه؛ فأنزل الله تعالى (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا). والتكبير عند كل خفض ورفع إلا من الركوع فيقول: سمع الله لمن حمده، وقول: ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركا فيه ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شئ بعد. ومد التكبير حتى يصل إلى الركن المتنقل إليه، وإن أتى بجلسة الاستراحة ولم يمكنه مد التكبير لم يأت بتكبيرة ثانية، بل يشتغل بذكر، ووضع راحتيه على ركبتيه في الركوع، وتفرقة أصابعه للقبلة، وتسوية ظهر وعنق في الركوع، والتسبيح بأن يقول سبحان ربى العظيم وبحمده ثلاثا في الركوع، وسبحان ربى الأعلى ثلاثا في السجود، ويكره تركه. ومن داوم على تركه في الركوع والسجود سقطت شهادته. ويزيد منفرد وإمام محصورين التسبيح إلى إحدى عشرة مرة، ويقول في الركوع والسجود سقطت شهادته. ويزيد منفرد وإمام محصورين التسبيح إلى إحدى عشرة مرة، ويقول في الركوع: اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت. خشع لك سمعى، وبصرى، ومخى، وعظمى، وعصبى، وشعرى، وبشرى، وما استقلت به قدمى لله رب العالمين. ويقول في السجود بعد التسبيح: اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهى للذي خلقه وصوره، وشقه سمعه وبصره، بحوله وقته تبارك الله أحسن الخالقين. وأن يضع في سجوده ركبتيه مفرقتين بقدر شبر، ثم يديه ثم جبهته وأنفه وأن يضع كفيه حذو منكبيه ويضم أصابعه جهة القبلة، وأن يجافى الرجل عضديه عن جنبيه وبطنه عن فخذيه في ركوعه وسجوده؛ وأن يفرق بين قدميه في قيامه وسجوده قدر شبر. أما المرأة والخنثى فيضمان بعضهما إلى بعض لأنه استر لها وأحوط له، وإبراز قدميه من ذيله في السجود، والدعاء في الجلسة بين السجدتين وهو: رب اغفر لى وارحمنى واجبرنى وارزقنى واهدنى وعافنى واعف عنى. وافتراش في كل جلوس لا يعقبه سلام بأن يجلس على كعب يسراه وينصب يمناه وجلوس استراحة ومحله بعد سجدة ثانية يقوم عنها، واعتماد على الأرض بيديه عند قيامه. وتورك في جلوس يعقبه سلام بأن يلصق وركه الأيسر بالأرض، وينصب رجله اليمنى على أصابعها، ويخرج يسراه من تحت يمناه. والحاصل أن جلسات الصلاة سبعة: يفترش في ست منها، وهى الجلوس بين السجدتين، وجلوس الاستراحة، وجلوس المسبوق، وجلوس التشهد الأول، وجلوس المصلى قاعدا للقراءة، وجلوس التشهد الأخير لمن أراد سجود السهود أو أطلق، ومثلها الجلوس لسجود التلاوة والشكر قبل السجود، ويتورك في واحدة، وهى الجلوس للتشهد الأخير إذا لم يطلب منه سجود السهود، ووضع كفيه في تشهديه على طرف ركبتيه، وقبض أصابع اليمنى إلا المسبحة فيشير بها منحنية عند قوله إلا الله وينوى بالإشارة الإخلاص بالتوحيد، وينشر أصابع اليسرى مضمومة إلى جهة القبلة، والتعوذ من العذاب والفتن بعد التشهد الأخير، فيقول: اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال. اللهم اغفر لى ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت أنت المقدم، وأنت المؤخر لا إله إلا أنت، فاغفر لى مغفرة من عندك، وارحمنى إنك أنت الغفور الرحيم. أهـ ص ١٥٣ تنوير القلوب.
يا أخى: قد ذكر العلماء شروط صحة الصلاة وأركانها وسننها وهيئاتها، فافقه معناها، واعلم مغزاها وأد الصلاة كما يحب الله ورسوله، واحذر أن تصلى صلاة ناقصة كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا يتم ركوعها وسجودها) وتأمل معنى ما تقرأ رجاء ألا تكون ممن قال فيه هذا الشاعر: =

<<  <  ج: ص:  >  >>