للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورحم المسكين (١)، وابن السبيل (٢)، والأرملة، ورحم المصاب (٣) ذلك نوره كنور الشمس أكلؤه (٤) بعزتى، وأستحفظه ملائكتى، أجعل له في الظلمة نوراً، وفي الجهالة حلماً، ومثله في خلقى كمثل الفردوس (٥) في الجنة. رواه البزار من رواية عبد الله بن واقد الحرّانى، وبقية رواته ثقات.

٢٧ - وروى عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن العبد إذا صلى فلم يُيتمَّ خشوعها (٦)، ولا رُكوعها وأكثر الالتفات لم تُقبل (٧) منه، ومن جر ثوبه خُيلاء (٨) لم ينظر الله إليه (٩)،


= لعلكم تفحلون) أرأيت أمر الله؟ إن الله تعالى يطلب من عبده: أن يحترف أي يختار له مهنة، أن ينظم نفسه في سلك العاملين. والعمل عبادة على شريطة عدم الغفلة عن ذكر الله وخشيته (وقطع نهاره في ذكرى) رب رجل في عمله يسعى لكسب رزقه، وهو واثق بربه وذاكره بقلبه نال ثوابا أكثر من عابد في مسجد يعوله غيره.
(١) رأف بالمسكين؛ وأحسن إليه، وتصدق عليه.
(٢) ومد المسافر سفر طاعة بماله، وأكرمه وأطعمه وساعد السيدة التى مات زوجها وأنفق عليها من ماله، وتصدق عليها، أو رعاها أو أتم لها مصلحة، أو قدم لها خدمة لله.
(٣) عطف على المصاب بحادثة، أو المتألم من كارثة أو خفف لوعة المحزون، أو شارك في المأثم والمغرم يسطع نوره يوم القيامة كما يظهر ضوء الشمس.
(٤) أرعاه بجلالى وأمده برعايتى، وأجعل ملائكتى له حفظة وحراساً، وإذا وقع في شدة أنجيته، أو في كارثة حفظته أو في ضيق فرجت عنه أو ظلمة أضأت له السبل وأنرت له طرق الخير ورزقته الحكمة، وألهمته الصواب وأنطقته بالرشاد وعصمته من الأخطاء، وأسدلت عليه الحلم والجود وكرم الأخلاق ليعيش سعيدا محبوبا. قرير العين. مثلوج الفؤاد. ممتعاً برضاى، ويتبع هذا رضا الناس.
(٥) شبهه صلى الله عليه وسلم: في الناس بأعلى مكان في الجنة فكما أن الفردوس قطعة جميلة بديعة راقية أبهى وأسمى من غيرها، كذلك المتحلى بالأخلاق الكاملة أجل من غيره، ومعنى الفردوس: البستان الذى فيه الكرم والأشجار والجمع فراديس، ومصداق ذلك قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) أي سيحدث لهم في القلوب مودة من غير تعرض منهم لأسبابها وعن النبى صلى الله عليه وسلم (إذا أحب الله عبدا يقول لجبريل أحببت فلاناً فأحبه فيحبه جبريل، ثم ينادى في أهل السماء إن الله قد أحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم توضع له المحبة في الأرض) اللهم وفقنا لتحبنا.
(٦) لا يكمل خشوع صلاته، وينقص من ركوعها، ويشتغل قلبه بالدنيا وأعمالها، ويكثر من الحركة، والالتفات يمنة ويسرة، ويلعب بأصابعه، ويحك جسمه، ويحرك أعضاءه، ولا يجعل لوقوفه أمام الله رغبة أو رهبة.
(٧) صلاته لمتجاوز مكانه، ويردها الله عليه، ولا ثواب له، والفرض لازال في ذمته يحاسب الله عليه لتقصيره في أدائه.
(٨) من مشى متكبراً، وتعاظم بحسن ملابسه، وطول ثيابه، وحرها تفاخراً وتعظماً. والخيلاء: بالضم والكسر الكبر والعجب.
(٩) لم يرحمه، ولم يرأف به.

<<  <  ج: ص:  >  >>