للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٣ - وعن الأعمش قال: كان عبد الله، يعنى ابن مسعودٍ: إذا صلى كأنه ثَوْبٌ


= و - مساعدة الغريب والمسافر في طاعة.
ز - العطف على من مات زوجها، وإدارة شئونها، وحفظ مالها مع إيوائها وإكرامها.
ح - تخفيف ويلة المصاب، وإغاثته، وإقالته من عثرته، والتسرى عنه، وتفريج كروبه وإزالة همومه.
رجاء أن الله يحفظ عليه نوره ورعايته ويمده بعنايته، وحسبك إرشاد الله له، وإزالة جهله فيتحلى بالحلم، والأخلاق الكاملة فترتفع درجته:
وإذا العناية لاحظتك عيونها ... ثم فالمخاوف كلهن أمان.
آه. وأنذر صلى الله عليه وسلم المسلمين بأخذ الخشوع، وبذا انعدمت البركة وقل الصلاح ودب دبيب الفساد وساد الجهل واغتر العامل بعمله، وانتزعت الشفقة والرغبة في أعمال الخير، فقال صلى الله عليه وسلم (حتى لا ترى خاشعاً) فعليكم أيها المسلمون بالخشوع والتواضع والتخلق بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء أن الله يمن علينا بنور الإسلام فيطمئن الخشوع في قلوبنا، ويغرس التواضع في نفوسنا، وينمو الإيمان في أفئدتنا، وحسبك أن الصحابة أدركوا غليان الإيمان في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعوا أزيز خوفه من ربه وتضرعه، وصوت الذلة والمسكنة للجبار القهار ذى الملك والملكوت رب السموات والأرض ومن فيهن، يكثر التهجد والذكر والتسبيح والتمجيد، والبكاء من خشية الله.
وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: (أما والله إنى لأخشاكم لله) وتتورم قدماه في العبادة فيقول: (أفلا أكون عبداً شكوراً) قالها لمن ذكر أن الله غفر له ما تقدم من ذنبه. وأن يرأف بنفسه وهل تقتدى يا أخى بسيدنا أبى طلحة الأنصارى الذى رفرف عليه وهو يصلى فأبعده عن حديقته وتصدق به على الفقراء وأهداه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أكثر من هذا رجل له ضيعة قد طاب ثمرها ودنا قطفها وسهل جنيها وأدرك رطبها فأعجبته وهو يصلى فقال: لقد أصابنى في مالى هذا فتنة وذهب إلى أمير المسلمين سيدنا عثمان بن عفان ووقفه لمصالح المسلمين، هذا هو الإيمان أينع ثمره في قلب ذلك الأنصارى المسلم، فهل تقارن يا أخى أعمالك به لتسير غور إسلامك، وتعرف مقدار ضعفك.
وتتبع منهج الرسول صلى الله عليه وسلم فتسلك طريق الصالحين مهما بعدت الشقة، والله ولى التوفيق
إن الصحابة رضي الله عنهم أتموا الصلاة وأدوها كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ولذا قال الله تعالى فهم: (تراهم ركعا سجداً) من قوله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود) أشداء جمع شديد رحماء جمع رحيم والمعنى أنهم يغلظون على من خالف دينهم ويتراحمون فيما بينهم لأنهم مشتغلون بالصلاة في أكثر أوقاتهم ويكثرون الخشوع ويطمئنون، ويعملون الصالحات طلباً للثواب والرضا. وعلامة ذلك السمة التى تحدث في جباههم من كثرة السجود ولعمرى هذا السبب في التشديد على التأنى في الركوع والسجود منه صلوات الله وسلامه عليه. لماذا؟ لتسعد الأمة بطاعة الله والخشوع له، وتنال الشرف والعزة وتحسن صلتها بربها وتظهر بمظهر المتحدين المتآلفين المتعاونين، وتتجلى القوة والرهبة، وبذا يشير:
أ - (أشداء على الكفار) ولتوجد روابط المحبة، وتتجدد أواصر المودة وتوثق العلاقات بين أفرادها بالتراحم والتزاور، واجتلاب الخيرات ومدافعة السيئات، ومد المساعدة للمحتاج، وبذا يشير:
ب - (رحماء بينهم) يقرأ صلى الله عليه وسلم القرآن، فيهز قلوبهم ويلين طباعهم ويطهر أرواحهم ويقيم عقولهم، ويعودهم محامد الأفعال وبذا يشير:
جـ - (تراهم ركعاً سجداً) يتواضعون، وبالله يتقون والله يسألون، وفي ثوابه يرغبون ومنه يرهبون وبذا بشير سبحانه وتعالى: =

<<  <  ج: ص:  >  >>