للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٤ - وعن عُقبة بن عامرٍ رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:


= قال البيضاوى: يعنى صلاة المسلمين وزكاتهم، فإن غيرهما كلا صلاة ولا زكاة. أمرهم بفروع الإسلام بعد ما أمرهم بأصوله وفيه دليل على أن الكفار مخاطبون بها والزكاة من زكاة الزرع إذا نما، فإن إخراجها يستجلب بركة في المال، ويثمر للنفس فضيلة الكرم - أو من الزكاة بمعنى الطهارة فإنها تطهر المال من الخبث، والنفس عن البخل (واركعوا مع الراكعين) أي في جماعتهم فإن صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة لما فيها من تظاهر النفوس، وعبر عن الصلاة بالركوع احترازاً عن صلاة اليهود، وقيل الركوع: الخضوع والانقياد لما يلزمهم الشارع. قال الأضبط السعدى:
لاتهين الفقير علك أن تر ... كع يوما والدهر قد رفعه
أهـ ص ٢٨. وأنا أذكر لك آيات أصول الدين كما فسر البيضاوى. قال تعالى (يابنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم وإياى فارهبون ٤١ وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتوا بآياتى ثمنا قليلا وإياى فاتقون ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون) ٤٣ من سورة البقرة.
أ - أمرهم بالتفكير في النعم والقيام بشكرها.
ب - القيام بالإيمان والطاعة ليحسن إثابته. إنه تعالى عهد إليهم بالإيمان والعمل الصالح بنصب الدلائل وإنزال الكتب. قال ابن عباس رضي الله عنهما: أوفوا بعهدى باتباع محمد صلى الله عليه وسلم أوف بعهدكم في رفع الآصار والأغلال، وعن غيره: أوفوا بأداء الفرائض وترك الكبائر أوف بالمغفرة والثواب - أوفوا بالاستقامة على الطريق المستقيم أوف بالكرامة والنعيم المقيم.
جـ - خشية الله تعالى - والرهبة خوف مع تحرز، والمؤمن ينبغى ألا يخاف أحداً إلا الله سبحانه وتعالى.
د - الإيمان بالمنزل المصدق لما معهم من الكتب الإلهية لأنه يدعو إلى التوحيد، والأمر بالعبادة والعدل بين الناس، والنهى عن المعاصى والفواحش، ولذا قال عليه الصلاة والسلام: (لو كان موسى حياً لما وسعه إلا اتباعى).
هـ الواجب اتباعه، والتصديق به للتثبت في معناه، وأنهم كانوا أهل النظر في معجزاته، والعلم بشأنه، والمستفتحين به، والمبشرين بزمانه.
ع - ولا تستبدلوا بالإيمان بها والاتباع لها حظوظ الدنيا.
ز - اقصروا الخوف منى على والرهبة لى، واتبعوا الحق، واخشوا عرض الدنيا.
ح - لا تخلطوا الحق المنزل عليكم بالباطل الذى تخترعونه، أو بالخط الذى تكتبونه في خلاله.
الاستعانة بالصلاة كما أمر الله تعالى
بعد الأمر بترك الكلفة والرياسة والاستعداد للمكارم، والإعراض عن المال، والبعد عن الدنايا، عالج تعالى نفوس المسلمين بخلتين وشفاهم بأمرين (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون) ٤٧ من سورة البقرة.
وشاهدنا إيها السادة الصلاة؛ لأنها كما قال البيضاوى: جامعة لأنواع العبادات النفسانية والبدنية من الطهارة وستر العورة، وصرف المال فيهما والتوجه إلى الكعبة والعكوف للعبادة وإظهار الخشوع بالجوارح وإخلاص النية بالقلب، ومجاهدة الشيطان ومناجاة الحق وقراءة القرآن، والتكلم بالشهادتين، وكف النفس عن الأطيبين حتى تجابوا إلى تحصيل المآرب، وجبر المصائب. =

<<  <  ج: ص:  >  >>