سيدنا إسماعيل عليه السلام، وأخوه سيدنا إسحاق عليه السلام قد أجاب الله دعاء سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، وجاء بعده ابنه إسماعيل عليه السلام، فعكف على عبادة ربه وجاهد في طاعته، وحافظ على الصلاة هو وأهله. قال تعالى: أ - (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً. وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا) ٥٥ من سورة مريم. إن شاهدنا (يأمر أهله بالصلاة) قال البيضاوى: اشتغالا بالأهم، وهو أن يقبل الرجل على نفسه، ومن هو أقرب الناس إليه بالتكميل أهـ. ب - وقال تعالى: في ابن سيدنا إبراهيم سيدنا إسحاق وذريته: (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين ٧٣ وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين) ٧٤ من سورة الأنبياء. نافلة: أىعطية، أو ولد ولد، أو زيادة على ما سأل، وهو إسحاق، والأربعة: أي إبراهيم، ولوط وإسحاق ويعقوب، وفقناهم للصلاح، وحملناهم عليه، فصاروا كاملين. يقتدى بهم الناس إلى الحق يحثون الناس على عمل الخير موحدين مخلصين في العبادة. وإن سيدنا داود، وابنه سليمان عليهما السلام يعبدان الله، ويخلصان في طاعته سبحانه، وقد حكى الله عنهما: أ - (واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب) والمعنى أنه ذو قوة في الدين، يصوم يوما، ويفطر يوما كما أخبر صلى الله عليه وسلم، وكان يقوم نصف الليل (أواب) أي كثير الرجوع إلى مرضاة الله تعالى. وقد جزأ زمانه، للعبادة يوما، ويوما للقضاء، ويوما للوعظ، ويوما للاشتغال بخاصته، فتسور عليه ملائكة على صورة الإنسان في يوم الخلو: (إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشى والإشراق) وقت الإشراق حين تشرق الشمس، ويصفو شعاعها، وهو وقت الضحى؛ (والطير محشورة كل له أواب وشددنا =