للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ذنوبه كيوم ولدته أُمه (١). رواه الطبراني في الأوسط والحاكم، ومن طريقه البيهقي في الشُّعب وغيره.

١٥ - وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال إذا أوى إلى فراشه: الحمد لله الذى كفانى (٢) وأوانى، والحمد لله الذى أطعمنى (٣) وسقانى، والحمد لله الذى منَّ (٤) على فأفضل (٥) فقد حمد الله بجميع محامد الخلق كلهم. رواه البيهقيى ولا يحضرنى إسناده الآن.

١٦ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلنى (٦) رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتانى آتٍ يحثو (٧) من الطعام فأخذته، فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنى مُحتاجٌ، وعلىَّ دينٌ وعيال، ولى (٨) حاجة شديدة فخليت (٩) عنه فأصبحت، فقال النبى صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة: ما فعل أسيرك البارحة؟ قال: قلت يا رسول الله شكا حاجةً شديدةً، وعيالاً فرحمته فخليت سبيله. قال: أما إنه قد كذبك وسيعود، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه سيعود فرصدته (١٠) فجاء يحثو (١١) الطعام، وذكر الحديث إلى أن قال


= أي شأنه عز يقول: تكون يكون: أي يحدث، وهو تمثيل لتأثير قدرته في مراده بأمر المطاع للمطيع في حصول المأمور من غير امتناع وافتقار إلى مزاولة عمل، واستعمال آلة قطعاً لمادة الشبهة، وهو قياس قدرة الله تعالى على قدرة الخلق (فسبحان) تنزيه له عما ضربوا له، وتعجيب عما قالوا فيه معللا بكونه مالكا للأمر كله قادر على كل شئ.
(١) بفضل المحافظة على هذا الورد عند النوم يطهر الله صحائفه بتنقى وتبيض وتنصع كما كانت بيضاء عند ولادته. وفيه أن الطفل يولد وله صحائف تنتظر التقييد بها إذا بلغ وكبر وكلف، وفيه ذكر الله يكفر الخطايا ويبيض الوجوه ويقر العيون ويفرح القلوب فيأمن صاحبه الزلل يوم القيامة.
(٢) أعطانى كفايةالرزق، ووفر على مؤنه السؤال، ومتعنى بالصحة، وزادنى من كرمه وحفظنى من الحر والقر، وجعل لى مسكناً يقينى الأذى، وأبعد عنى السوء.
(٣) أمدنى بصنوف الطعام والشراب تفضلا منه جل وعلا.
(٤) أغدق على من نعمه، وأكرمنى ببره، وغمرنى بإحسانه، وحفظ على نعمة الإسلام، ومنه اسمه تعالى المنان: أي المنعم المعطى، من المن: العطاء لامن المنة بكسر الميم، وكثيراً ما يرد المن في كلامهم بمعنى الإحسان إلى من لا يستثيبه، ولا يطلب الجزاء عليه.
(٥) أكرم وزاد.
(٦) جعلنى وكيلا متوليا.
(٧) يأخذ حفنة ملء اليدين.
(٨) في نسخة د (وبى).
(٩) فتركته.
(١٠) قعدت له أنتظره يأتى.
(١١) يهوله بيده، وبعضهم يقول: يقبضه بيده ثم يريمه، ومنه فاحثوا التراب في وجهه ولا يكون إلا بالقبض والرمى، وقولهم في الماء: يكفيه ثلاث حثوات المراد: ثلاث غرفات على التشبيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>