(٢) ليستريح من تعب القيام في بقية الليل، وإنما كان هذا أحب إلى الله تعالى لأنه أخذ بالرفق على النفوس التى يخشى منها السآمة المؤدية إلى ترك العبادة، والله يحب أن يوالى فضله، ويديم إحسانه، وإنما كان ذلك أرفق لأن النوم بعد القيام يريح البدن، ويذهب ضرر السهر وذبول الجسم، بخلاف السهر إلى الصباح. وفيه من المصلحة أيضاً استقبال الصبح، وأذكار النهار بنشاط وإقبال ولأنه إلى عدم الرياء لأن من نام الثلث الأخير أصبح ظاهر اللون سليم القوى، فهو أقرب إلى أنه يخفى عمله الماضى على من يراه. أشار إليه ابن دقيق العيد أهـ شرقاوى ص ١٢ جـ ٢. (٣) قال ابن المنير: كان داود عليه السلام يقسم ليله ونهاره لحق ربه وحق نفسه، فأما الليل فاستقام له فيه ذلك فى كل ليلة، وأما النهار فلما تعذر عليه أن يجزئه بالصيام لأنه لا يتبعض جعل عوضاً عن ذلك أن يصوم يوما ويفطر يوما، فيتنزل ذلك منزل التجزئة عن شخص اليوم. أهـ شرقاوى. (٤) قال النووي فيه إثبات ساعة الإجابة في كل ليلة، ويتضمن الحث على الدعاء في جميع ساعات الليل رجاء مصادفتها أهـ ص ٣٦ جـ ٦. أيها المكروب: إذا أصابك هم فالجأ إلى الله تعالى واستيقظ من نومك سحرا وتوضأ وصل ركعتين لله نافلة وتضرع إليه جل وعلا عسى أن تصادفك ساعة الإجابة، فيزيل الله كربك ويشرح صدرك، ويذهب عسرك ويبعد ضيقك. (٥) العادة والشأن، من دأب في العمل: جد وتعب. (٦) سبب تغطية الذنوب وسترها ومزيلها، وفي النهاية أصل الكفر: تغطية الشئ تغطية تستهلكه، ومنه (من ترك الرحى فنعمة كفرها). (٧) أي مبعدة، وفي النهاية أي حالة من شأنها أن تنهى عن الإثم أو هى مكان مختص بذلك، وهى مفعلة من النهى والميم زائدة، والنهى العقول واحدتها نهية بالضم، سميت بذلك لأنها تنهىصاحبها عن القبيح أهـ. نعم إن الذى تعود أن يقف بين يدى ربه يناجيه بلسان الإخلاص شرح الله صدره للعبادة فظهر نفسه من أدران الحياة، فيتحرى الصالحات فيعملها.