(٢) الله تعالى يعلم سبب فعل عبده هذا، ولكن يسأل الملائكة سؤال تعظيمهم له، وإشعاراً لهم، وجواب تعبد أنه العليم الخبير (وهو بكل شئ عليم. وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إنى أعلم مالا تعلمون) ٣١ من سورة البقرة (٣) أجبت جميع رغباته، وباركت في أعماله وأسلمته من المخاطر. (٤) الوضوء: أي ما يتطهر به. (٥) حبال غلب عليه الشيطان، وكتفه بخيوط الكسل والغفلة، وجرى مجرى عروق الدم منه رجاء نسيان ذكر الله ورقوده وسباته، فإذا أراد الله له باليقظة فذكر الله حطم سلسلة من قيوده، ومزق عقدة من أغلاله، وهكذا حتى يتم الوضوء، فيتجلى عليه الرب جل وعلا، ويباهى بفعله هذا ملائكته المقربين ويأمرهم أن ينظروا إلى فعل طاعته وتذلله لربه رجاء رحمته تعالى ثم يبشرهم بإجابة كل ما سأل تفضلا وتكرما. الله أكبر، هذا وقت المعاملة الحسنة مع الله والتجارة مع الغنى الكريم والتضرع إليه؛ وقد تكفل سبحانه بعدم رد طلب لمن سأل. (٦) سيدنا عبد الله بن سلام كان حبرا وعالما أنبأنا عما في التوارة لسيدنا موسى، وقد وافقه كلامه الله عز وجل في قرآنه عن جزاء المتهجد العابد الذاكر المستغفر سحراً.