للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - وعن معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ فأصبحت يوماً قريباً منه، ونحن نسيرُ، فقلت: يا رسول الله أخبرنى بعملٍ يدخلنى الجنة، ويباعدنى من النار؟ قال: لقد سألت عن عظيمٍ، وإنه لُيسيرٌ (١)

على من يسره الله عليه: تعبدُ الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتى الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت. الحديث. رواه أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه ويأتى بتمامه في الصمت إن شاء الله تعالى.

٦ - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الزكاة قنطرة (٢) الإسلام. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه ابن لهيعة، والبيهقى وفيه بقية بن الوليد.

٧ - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثٌ أحلف عليهن: لا يجعل الله من له سهمٌ في الإسلام كما لا سهم له، وأسهم الإسلام


(١) سهل التكاليف، وإدراكه ميسور سهل، وطريقه معبدة مذللة سار فيها الصالحون فنجحوا.
أولا: توحيد الله تعالى، والإيمان به وحده، وبرسله عليهم الصلاة والسلام وبملائكته وكتبه وتخلص له في العبادة والطاعة.
ثانيا: إقامة الصلاة.
ثالثاً: أداء الزكاة.
رابعاً: الصوم.
خامساً: الحج إذا كنت قادراً.
جـ - وقال تعالى: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز ٤١ الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) ٤٢ من سورة الحج وقال البيضاوى: وقد أنجز وعده بأن سلط المهاجرين والأنصار على صناديد العرب، وأكاسرة العجم وقياصرتهم وأورثهم أرضهم وديارهم (إن الله لقوى) على نصرهم (عزيز) لا يمانعه شئ أهـ.
وقد وصف الله هؤلاء المجاهدين بأربع خلال: هم مقيمون الصلاة، ومؤدون الزكاة والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، ثم طمأن الله سبحانه العاملين المجدين أن مرجع كل شئ إلى حكمه، وبيده الفعل (وما تشاءون إلا أن يشاء الله).
إن شاهدنا (وآتوا الزكاة) خلة الإنفاق وأداء الحق والإحسان من صفات الذين ملكوا فجادوا واغتنموا فأحسنوا وربحوا فتصدقوا وكثر مالهم فزكوا وحمدوا الله على ما أنعم، وأكرموا الفقراء والمساكين وساعدوا على مشروعات الخير وإنشاء الملاجئ والمعاهد والمصحات، ومصانع التجارة والصناعة ليرضى الله عنهم ويحبهم أهلهم وعشيرتهم فيفوزوا من هول القيامة.
(٢) المعنى أن المسلم يمر يوم القيامة على جسر ممدود على متن جهنم، والمزكى يعبرها، وغير المزكى حينما يصل إلأيها لا يمكنه العثور فيسقط في نار جهنم.

<<  <  ج: ص:  >  >>